كشف ل «عكاظ» وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، أن أبرز التحديات التي تواجه «أوبك» خلال الخمسة عشر عاما المقبلة، تكمن في جعل العرض متوافرا للعالم أجمع، مشددا على أن أسعار النفط لم تعد في يد الدول المنتجة إنما هي في يد الأسواق. وأكد في مؤتمر صحافي، بعد افتتاحه البارحة الندوة الدولية التي تنظمها وزارة البترول والثروة المعدنية في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الإنتركونتننتال في الرياض؛ بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما على إنشاء «أوبك»، أن سياسة المملكة البترولية واضحة وهي الاعتدال في كل القرارات، مشيرا إلى أن المملكة تمتلك احتياطيا يصل إلى 4.5 مليون برميل يوميا سيستخدم للمحافظة على توازن السوق العالمية، ولمواجهة التقلبات السياسية أو تقلبات الطقس، وهذا ما يعتبر دعما للمنظمة. وكان الوزير النعيمي أكد في كلمة افتتح بها الندوة، على أهمية الدور المحوري الذي تقوم به المملكة لحفظ واستقرار السوق النفطية الدولية، من خلال مشاركتها في تأسيس «أوبك»، مشيرا إلى أنها تعمل مع دول المنظمة والمنتجين خارجها على دعم استقرار السوق، والتعاون مع الجميع بما يحفظ لجميع المنتجين والمستهلكين مصالحهم وفق الرؤية الجديدة التي اتخذتها، لتكون منظمة دولية للطاقة تستند في سياساتها إلى العوامل الاقتصادية. وشدد على أن قرارات أوبك الخاصة بالإنتاج، أو بالأسعار، أو غير ذلك من القضايا الأخرى، مبنية على معلومات علمية دقيقة، تعدها الأمانة العامة للمنظمة، بمشاركة خبراء من الدول الأعضاء، كما تجري مقارنتها بالمعلومات المشابهة والصادرة من مؤسسات دولية مرموقة، ومن الصناعة البترولية. وأضاف أن المملكة تملك أكبر احتياطي بترولي في العالم، وتمتلك أكبر طاقة إنتاجية، كما أنها أكبر دولة مصدرة للبترول، وهذه مواقع ستستمر المملكة في احتلالها في السنوات المقبلة، إلا أن الأهم من ذلك هو سياسة المملكة تجاه هذه الثروة، وبتوجيهات واضحة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فإن الهدف الأول لسياسة المملكة البترولية هو تسخير هذه الثروة لخدمة الشعب السعودي وأجياله القادمة. من جانبه، أكد مساعد وزير البترول والثروة المعدنية الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، أن للمملكة دوراً تاريخياً في تأسيس منظمة أوبك، وفي تقديم الدعم المتواصل لتكون منظمة دولية تضطلع بمسؤولياتها تجاه الدولِ الأعضاء بشكل خاص، وتجاه الدولِ المنتجة والصناعة البترولية بشكل عام، ولتسهم كذلك في دعم الاقتصاد العالمي جاعلة من البترولِ طاقة للبناء والعمران، وهو ما عبر عنه خادم الحرمين الشريفين في كلمته التاريخية التي ألقاها في قمة أوبك الثالثة التي عقدت في الرياض في 2007م، حيث أكد أن أوبك تتصرف دوماً من منطلقِ الاعتدالِ والحكمة، ومد جسور الحوار مع الدولِ المستهلكة، ولم تغفل مسؤولياتها تجاه الدولِ النامية ومكافحة الفقر.