استعدادا لخوض الانتخابات النيابية في مصر خلال الشهر القادم اختار المرشح عبد الغني الجمال الطماطم لتكون وسيلته للوصول إلى الناخب، حيث يطرح يوميا أطنانا منها للبيع بأسعار مخفضة (3 4 جنيهات)، في حين يبلغ سعر السوق حوالي 10 جنيهات .. الجمال ليس وحده الذي يراهن على معدة المواطن، إذ اتبع معظم المرشحين ذات الأسلوب باستخدامهم ارتفاع أسعار المواد الغذائية وسيلة مهمة لاستمالة الناخبين وكسب أصواتهم، وبالتالي يبدو أننا أمام تغيير جذري في أسلوب الحملات الانتخابية في العالم العربي، بعد أن فطن المرشحون أن الناخب لم تعد تجذبه الشعارات السياسية ووعود الديموقراطية والحرية والمساواة والعدالة وفرص العمل التي لم يتحقق منها شيء يذكر. كل ذلك لم يعد يهم الإنسان بعد أن أصبحت لقمة العيش هي مشكلته الكبرى .. كل القضايا تتراجع إلى الوراء حين تصبح لقمة العيش مشكلة الإنسان. الطماطم تصبح أهم من كل الشعارات المستهلكة، ورغيف الخبز أهم من كل البرامج الإصلاحية الفانتازية التي تلهج بها أبواق السياسة العربية منذ زمن طويل. وبما أننا في سيرة الطماطم فإن سعرها لدينا ارتفع مؤخرا أكثر من ارتفاعه في مصر، لكن على الأقل سيستفيد البعض من هذا الارتفاع هناك لتحقيق مكاسب انتخابية، وسوف يتمتع المواطن بالحصول عليها بثمن رخيص لفترة محدودة، بينما لن يستفيد أحد لدينا من هذا الارتفاع المجنون لأسعارها سوى المحتكرين لسوقها .. ولكن إذا شاء الله وطبقنا نموذج الانتخابات في المستقبل الذي لا يعلمه إلا هو جل جلاله، فإن الطماطم وأخواتها وأي سلعة أخرى تدخل في قائمة الطعام ربما تكون الخيار الأفضل لأي مرشح في حملته الانتخابية أينما كانت ساحتها، لا فرق بين حملة انتخابية لمجلس الشورى أو المجالس البلدية أو المحلية أو الغرف التجارية أو حتى الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية والمدنية .. لن يلتفت أحد لأي شعار لا علاقة له بالمواد الغذائية التي يبدو أن زمن الانتخابات سيأتي وهي لا زالت مستمرة في ارتفاعها لأن كل المؤشرات تدل على أن لا أحد يعنيه كبح جماح الغلاء الفوضوي المتزايد .. إننا نؤكد للإخوة الذين سيدخلون أي تجربة انتخابية مستقبلية أنه لن تفيدهم اجتهاداتهم في تنميق الشعارات والعبارات التي لا علاقة لها بالمسافة بين الفم والمعدة. إنهم في الواقع لا يحتاجون لكتابة أي عبارة، إذ يكفي رسم صورة لثمرة طماطم أو علبة حليب أو قطعة لحمة أو حفنة أرز على لوحاتهم ومطبوعاتهم الدعائية لضمان أصوات لا تعد ولا تحصى. وسوف يكون أكبر الخاسرين من يحيد عن الطريق المؤدي إلى المعدة.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة