تبدو حملة الانتخابات المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل أشبه بمبارزة بين شخصيتين متعارضتين تماما هما نانسي بيلوسي المحرك الرئيسي لإصلاحات الرئيس باراك أوباما وموضع سخرية اليمين الأمريكي في اليسار، والجمهوري جون بونر المستعد لمحو سنتين من السياسة الديموقراطية يمينا. ويحظى جون بونر وهو في الستين من عمره ويتزعم حاليا الأقلية الجمهورية بكل الفرص ليحل مكان بيلوسي في رئاسة مجلس النواب إذ أن استطلاعات الرأي تشير قبل ثلاثة أسابيع من موعد الانتخابات إلى أن بوسع الجمهوريين أن يكسبوا المقاعد ال39 التي تنقصهم لاستعادة الغالبية. ويندد هذا المعارض الشرس للسياسة الرئاسية بالعجز في ميزانية واشنطن الذي ينسبه إلى تأميم الاقتصاد. وتوجه مؤخرا إلى أنصاره في ولاية أوهايو (شمال) قائلا إن «حكومتكم لا تخضع لأي ضوابط فهل عليكم قبولها؟ بالطبع لا. لذلك تجرى الانتخابات». وقد أمضى بونر المتواضع الأصل والذي انتخب في 1990 إلى الكونغرس، السنتين الأخيرتين وهو يندد بسياسة الديموقراطيين «القاتلة للوظائف». ويعتبر بوني الهدف المميز للديموقراطيين منذ أسابيع عدة وغالبا ما انتقد لتصريحاته الحادة. وأثناء مناقشة حول إصلاح نظام الضبط المالي اعتبر أن النص هو «قتل نملة بسلاح نووي». من جهتها تضع بيلوسي كل إمكاناتها لجمع أموال للديمقراطيين. فمنذ بدء الحملة جمعت 52,3 مليون دولار. وقد عرفت هذه السيدة الأنيقة التي لا تفارقها الابتسامة والمعروفة بحزمها مع خصومها السياسيين من إقناع أو حتى إلهاب حماسة عدد من الواهبين. وأيا تكن نتيجة الانتخابات فستترك نانسي بيلوسي (70 عاما) بصمتها على الكونغرس ليس فقط لكونها أول سيدة تترأس مجلس النواب منذ 2007، بل أيضا لإشرافها على الإصلاحات التاريخية التي أجراها الرئيس أوباما من إصلاح نظام التغطية الصحية ونظام الضبط المالي. وتمثل بيلوسي سان فرنسيسكو (كاليفورنيا. غرب) وتشغل مقعدا عن دائرة محسوبة تقليديا على الديمقراطيين، ومقعدها غير مهدد لكن شعبيتها على المستوى الوطني تراجعت إلى حد كبير.