أظهر عضو مجلس الشورى حمد القاضي جوانب إنسانية وتفاصيل هامة في حياة الراحل معالي الدكتور غازي القصيبي لا يعرفها العامة، مستشهدًا بما ذكره ورواه المقربون والمشاركون للقصيبي في ميدان حياته العملية. مشبرًا إلى أن القصيبي يعرفه الكثيرون روائيًّا وسفيرًا ووزيرًا ولكن قلة من تعرفه أنسانًا له صفات شخصية لا يعرفها الكثير، فقلبه كبير مليء بالرحمة والإنسانية رغم ما أحيط به من شهرة وما حصده من جوائز إلا إنه ظل إنسانًا لم يغيره ما لمع حوله من بريق. جاء ذلك في محاضرة ألقاها القاضي بنادي المدينةالمنورة الأدبي مساء الثلاثاء الماضي تحت عنوان ”غازي القصيبي.. قراءة في فضائه الإنساني” وقدمها سعد الرفاعي، بين في ثناياها إنسانية القصيبي في الجانب الثقافي والظاهرة في خطابه التسامحي وحرصه على تعزيز قيم التسامح والمحبة حتى مع من لا يتفقون معه. ماضيًا إلى القول: كانت له مواقف نبيلة مع الأدباء العرب على المستوى الشخصي أو مع ولاة الأمر. وقد أعطى القصيبي الميدان الثقافي كل وقته فأصدر في سبعين عامًا سبعين كتابًا، وكان يتقبل الإساءة ممن يكتبون عنه ويخالفونه في الرأي وكان رده: “ما دمت عرضت بضاعتي على الآخرين لابد أن أتقبل منهم رأيهم حتى لو كان فيه إساءة”. وعلى الصعيد الإنساني والخيري أورد القاضي عدة مواقف له مع موظفيه في إدارته أكد من خلالها البعد الإنساني الكبير الذي يتمتع به الراحل الدكتور القصيبي. موردًا القصة التي أبكت القصيبي في المدينةالمنورة عندما كان وزيرًا للصحة وزار وقتها مستشفى الولادة بالمدينة فشاهد وضعًا مزريًّا من جميع النواحي، وكان المرضى يبكون من شدة المعاناة وهم يشكون له حالهم، ولم يستطع وقتها أن يتكلم أو يرد عليهم فغالبته دموعه وسبقته متأثرًا بما كان عليه الوضع، واتخذ قرارًا سريعًا بنقل مدير المستشفى، ونسّق مع وزارة الأوقاف بنفسه للسماح بنقل المستشفى مؤقتًا إلى مبنى الأوقاف بجوار بقيع الغرقد ريثما يتم تخطيط بناء مشروع مستشفي الولادة الجديد. وتحدث القاضي في سياق المحاضرة عن مرونة القصيبي في تطبيق النظام وأصدار القرارات الحازمة لمصلحة العمل وتخصيصه لجنة لنقل الموظفين من ضمن أنظمتها مراعاة ظروف الموظف، كما معروفًا بأنه لا يجير النجاح لنفسه وكان يقول النجاح يجير لكل من عمل معي. فكان لحزمه وقوته في عملة قرارات وطنية كبيرة بجانب مراعاة تقديمه الحوافز للموظفين والإطلاع على ظروفهم وكان دائما ما يردد الوزارة مأخوذة من الوزر وعلينا أن نخرج من الوزارة وليس علينا إثم. نختتمًا حديثه بالإشارة إلى بصمات القصيبي في بناء المستشفيات وترميمها ودوره في إنشاء لجنة أصدقاء المرضى وانضباط الأطباء في المستشفيات، كما انه عمد وقت أن كان وزيرًا للمياه إلى حملة ترشيد المياه، وعندما أصبح وزيرًا للعمل جعل همهإزالة البطالة التي أصبحت هم كل مواطن؛ حيث حرص على توظيف الشباب السعودي، وتفعيل قرار بيع النساء للمستلزمات النسائية الذي بذل فيه كل جهده.