أكد ل «عكاظ» رئيس المجلس الأعلى للسلام الأفغاني البروفيسور برهان الدين رباني، أن تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان ليس مستحيلا، ولكنه يحتاج إلى وقت وجهد وإخلاص ودعم جميع الأطراف الداخلية. وأفاد رباني، الذي شغل منصب رئيس أفغانستان خلال الفترة ما بين عامي 1992 و1996 حينما أطاحت به حركة طالبان من السلطة، أن لديه قناعة أن حركة طالبان مستعدة للدخول في مفاوضات جادة لتحقيق السلام في أفغانستان، مشيرا إلى أن الحركة لم ترفض تماما فكرة الحوار مع الحكومة، بيد أنه اعترف أن لدى طالبان بعض الشروط، لإطلاق عملية الحوار. ورفض إعطاء تفاصيل إضافية للحفاظ على سرية المسار التفاوضي مع الحركة. وزاد «إن تعيينه كرئيس للمجلس الأعلى للسلام مهمة صعبة ألقيت على كاهله، بيد أنه قال إن المهمة ستصبح سهلة، إذا تعاون معه الجميع، موضحا لقد بدأنا الخطوة للأمام لتحقيق رفاهية واستقرار أفغانستان، وإنقاذ الشعب الذي سئم الحروب ويرغب العيش في أمن وأمان. وتابع قائلا «إن لديه خارطة طريق سيطلقها قريبا لبدء الحوار بين الحكومة وطالبان، مطالبا الجميع بالصبر والتريث وعدم التسرع لأن الطريق طويل وشائك. ونفت حركة طالبان رسميا وجود أي حوار مع الحكومة الأفغانية. وأطاح تحالف الشمال والائتلاف العسكري الذي قادته الولاياتالمتحدة بحركة طالبان نهاية 2001. وكان قائد القوات الدولية والأمريكية في أفغانستان الجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس أعلن أن قوات الحلف الأطلسي سهلت اتصال قياديين من طالبان بكابول، بهدف إجراء مفاوضات مع الحكومة الأفغانية. وأكد أن «بعض المبادرات جارية حاليا» في إطار دعم عملية التفاوض التي أطلقها الرئيس حميد كرزاي. وأضاف أن «عدة مسؤولين كبار في طالبان تمكنوا من الاتصال على أعلى مستوى مع مسؤولي الحكومة الأفغانية وكذلك دول أخرى مشاركة في أفغانستان في بعض الحالات» دون أن يحددها. وأعلن مسؤول أطلسي أن القوات الحليفة أفسحت المجال أحيانا أمام قياديي طالبان ليتوجهوا إلى كابول للمشاركة في مباحثات «جد أولية» مع الحكومة. وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي قد عقد في يونيو الماضي مؤتمرا وطنيا، أعلن خلاله عن إنشاء المجلس الأعلى للسلام وهي هيئة تضم 68 عضوا، أوكلت إليهم مهمة إقامة اتصالات مع حركة طالبان لإنهاء عشر سنوات من الحرب. وعين برهان الدين رباني رئيسا له. ومن جهته قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أي مصالحة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان يجب أن تكون بقيادة الأفغان أنفسهم، معترفا أن جهود المصالحة قد لا تؤتي ثمارها في أي وقت قريب، واختار الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، برهان الدين رباني رئيسا للمجلس الأعلى للسلام الذي شكل حديثا.