أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس اختيار المجلس الأعلى للسلام الذي شكل حديثا الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني رئيسا له. وأشاد في كلمة له أمام المجلس في كابول باختيار رباني وقال إن قيادته ستكون جيدة لأفغانستان. وكان رباني واحدا من قادة المجاهدين الذين حاربوا السوفييت في الثمانينات من القرن الماضي وشغل منصب رئيس أفغانستان خلال الفترة ما بين عامي 1992 و1996 حينما أطاحت به حركة طالبان من السلطة. وشكل كرزاي المجلس الذي يتألف من سبعين عضوا كي يكون هناك هيكل للإشراف على المحادثات مع الجماعات المقاتلة . من جانبه أكد رباني أن السلام ليس مستحيلا.. سنحققه بعون الله لكننا نحتاج الدعم والعمل الجاد من جانب الجميع ولدي أمل بأن هذه المهمة الصعبة التي ألقيت على كاهلنا ستصبح سهلة بالنسبة لنا وسيكون باستطاعتنا اتخاذ خطوة للأمام لرفاهية شعبنا واستقرار بلدنا. من جهته، أقرّ الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بوجود محادثات غير رسمية بين مسؤولين من حكومته ومتمردي حركة طالبان تهدف إلى التقدم في عملية السلام بأفغانستان. وقال كرزاي في مقابلة مع مقدم البرامج الأميركي لاري كينغ على شبكة "سي إن إن": "كنا نتحدث مع طالبان كمواطني دولة واحدة"، وشدد على ان محادثات "غير رسمية وبعنوان ثابت ولكن من خلال اتصالات شخصية تحصل منذ بعض الوقت". وتطرق كرزاي الى مجلس السلام الأعلى بزعامة الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني المكلف التفاوض مع متمردي طالبان، وقال إن عناصر حركة طالبان "الأفغان وأولاد الأرض الأفغانية الذين دفعوا باتجاه العنف بسبب عوامل عدة تفوق سيطرتهم وسيطرتنا سببتها الظروف في أفغانستان، نريدهم أن يعودوا إلى بلادهم"، وأضاف "إنهم مثل الأولاد الذين هربوا من العائلة وعلى العائلة أن تحاول استعادتهم وتحسن سلوكهم وتدمجهم مجدداً مع العائلة والمجتمع". وقال إن الرئيس رباني الذي يترأس مجلس السلام الأعلى يعمل بهذه الروحية. غير أن كرزاي شدد على أن الحكومة الأفغانية ستستمر في العمل ضد تنظيم القاعدة، وقال "عناصر القاعدة وغيرها من الشبكات الإرهابية تناهضنا عقائديا ً والذين يعملون ضد أفغانستان عن قصد وبدافع الكراهية، يجب العمل ضدهم"، وشدد على أنه لا يمكن القبول ب"الإرهابيين" الذين يشنون حرباً على الولاياتالمتحدة وفي باكستان. وأعلن أن المحادثات ستستمر وبشكل رسمي أكثر بوجود مجلس السلام.