عزلت السيول المتدفقة من سد وادي حلي أمس نحو 19 قرية، بعد أن قطعت الطريق الحيوي الرابط بينها والطريق الدولي لمحافظة جدة، القنفذة، وجازان، ما دعا إلى توقف السائقين عن القيادة في هذه الطرق نهائيا. في حين تسببت السيول في إتلاف محاصيل الحقول الزراعية في تلك القرى، في ظل غياب الخطط الوقائية لحماية هذه المنتوجات من التلف، نتيجة لجريان مياه سد وادي حلي. وأوضح ل «عكاظ» مدير إدارة الدفاع المدني في القنفذة العميد حسن علي، أن دوريات الدفاع المدني في حلي لاتزال تتابع وضع السيول وتداعياتها، خصوصا في قرى غرب حلي. وقال مدير الدفاع المدني «نحن لم نستقبل أي بلاغ عن وجود احتجاز أو غرق حتى الآن، ويجب على المواطنين والمقيمين الحذر من الاقتراب من الأودية ومجرى السيول، خصوصا في الأماكن المنخفضة». من جهته، أكد ل «عكاظ» مصدر مطلع أن بلدية حلي لا تملك سوى رافعة أوتوماتيكية واحدة، وهي معطلة منذ فترة طويلة، ما يعني إرباك رجال الدفاع المدني لاستدعاء آلياتهم في عمليات الإنقاذ والمساعدة العاجلة. وأمام ذلك أفاد حسن عليلي الدرهمي (معلم) أنه يعمل في مدرسة الشعب الابتدائية، إذ فوجئ بالسيول تقطع عليه الطريق المؤدية إلى قريته، الأمر الذي أجبره لسلك طريق وعر تجنبا للحوادث. وأضاف الدرهمي أنه شاهد سيارات تنقل طالبات وطلابا عالقة في الرمال، لحظة اندفاع السيول، إذ تواجد في تلك المنطقة الأهالي وفاعلو الخير، لتقديم خدماتهم الإنسانية للعالقين. وحذر الدرهمي من تدفق مياه السد دون سابق إنذار، مطالبا بعمل تدابير وقائية قبل فتح محابس السد، لمنع أي حوادث غرق أو احتجاز نتيجة لسوء التخطيط والتنظيم. في حين لفت كل من حمد محمد الخالدي، وإسماعيل ناصر الكناني (مشرفين تربويين) إلى أن السيول قطعت عليهم الطريق أثناء ذهابهما في عمل إشرافي على المدارس، ما دعاهما إلى التفكير في طرق وعرة بديلة لاستكمال أداء مهمات عملهما. واتفقا على أن مسؤولية بلدية حلي في تعطيل الكثير من أعمال المواطنين، وعدم تحركها لفتح طرق بديلة آمنة، حتى يتسنى للجميع التحرك لمصالحهم ومحاولة ربط القرى بالطرق الرئيسة عبر خطط مسبقة. ونبه محمد الكيادي (مزارع) أن السيول طمرت حقله الزراعي، وأتلفت محصوله، إذ دهمه السيل وكاد أن يتسبب بمقتل عدد من العاملين لديه في غابة وادي حلي.