قد يرى البعض أن مشاركة فريق وزارة التربية والتعليم في أولمبياد الحاسب الآلي الدولي الذي أقيم الشهر الماضي بكندا، والذي لم يحقق فيه الفريق أي مركز بين 84 دولة يدخل ضمن مقولة «فشلتونا» أو لماذا تشاركون إن كان هذا وضعكم وتفضحون؟ بيد أني أرى أن مثل هذه المشاركات هي المؤشر الدقيق على مخرجات التعليم لدينا، وهل مخرجات التعليم تحقق الطموحات أم ثمة خلل ما في طرق التعليم؟ كذلك أتفهم تصريح رئيس الوفد عبد الله با ناعمة الذي أحال الأمر لسوء الاستعداد، وأنهم لم يستعدوا إلا 20 يوما، فيما الدول الأخرى تستعد على مدار السنة، فهو وإن كان يدخل ضمن التبرير، إلا أننا جميعنا وبعد الفشل نحاول إيجاد مبرر خارجي تسبب في إخفاقنا كردة فعل أولية على فشلنا، ولكن هل الأمر مرتبط بعدم الاستعداد كما قال رئيس الوفد «با ناعمة»؟ أظن الكثير يعرف أن «الحاسب الآلي» علم قائم على العلوم الرياضية، ونحن منذ سنوات نعاني مشكلة في مادة الرياضيات، وهذه المشكلة عادة ما تخرج في نهاية العام مع اختبارات التوجيهي، إذ يبدأ صراخ الطلاب بأن الأسئلة جاءت من خارج المنهج «الكتاب». هذا الصراخ يقول لنا: إن الطلاب أصبحوا يحفظون حتى الرياضيات، وحين يأتي سؤال من خارج الكتاب، يتورط الكثير من الطلاب، لأنهم لم يتعاملوا مع الرياضيات عن طريق فهم القاعدة، وبالتالي تطبيقها على أي سؤال وإن لم يأتِ من الكتاب، بل عن طريق حفظ الأسئلة وتذكرها. فهل تعيد وزارة التربية والتعليم النظر في طرق تعليم مادة الرياضيات؟ فبعد الفشل في مسابقة الرياضيات على مستوى العالم وتحقيقنا المركز الأخير، ها نحن نفشل في «الحاسب الآلي»، وكل هذا بسبب طرق التعليم، فالرياضيات لا تعني تعليم الطلاب العمليات الحسابية فقط، إنها تعلمه التفكير المنطقي، وحين لا يحدث هذا يعني أن هناك خللا كبيرا، ربما أكبر من مشكلة كتاب «الفقه» لصف أولى ابتدائي. فالإنسان وفي لحظات الضعف يمكن أن يتطرف في رأيه بسبب سيطرة حالة الغضب عليه، لكن العقل المنطقي سرعان ما يعيد صاحبه للتفكير السليم، فيما الإنسان الذي لا يملك القدرة على التفكير بمنطق، هو عقل قابل للغزو دائما، وإن كانت الأفكار التي غزته لا تمت للمنطق بصلة، أو تم بثها له في أولى ابتدائي وهو طفل أو في الجامعة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة