الحق يقال: لا أعرف ما مدى صحة رسالة وصلتني من موظف شاب يعمل داخل أحد المطارات في هيئة الطيران المدني قسم الإطفاء، وهذا القسم تم تسليمه لإحدى الشركات لتشغيله. والشركة وظفت سعوديين يحملون شهادة الثانوية العامة كرجال إطفاء وإنقاذ، براتب 1000 ريال يخصم منه 50 ريالا للتأمينات، ويقسم القارئ أن هناك موظفين لديهم أسر، ويحلمون بأن يترسموا أو تتحسن أوضاعهم بسبب وعود الشركة، فيما هو يفكر كثيرا في مسألة عدم الزواج؛ لاعتقاده أنه تحت أي ظرف لا يمكن لك تحقيق المتطلبات الأولية لزوجة وطفل واحد. يقسم القارئ أيضا أنهم يوقعون على مسيرات برواتب 1500 ريال، مع أنهم لا يستلمونها، وأن هذا التوقيع يحرمهم من اللجوء للضمان الاجتماعي للحصول على مساعدة، فنظام الضمان الاجتماعي وعلى حسب كلام مسؤوليه لا يصرفون معونات لمن رواتبهم 1500 ريال. قلت: لا أعرف مدى صحة هذا الأمر في المطارات، بيد أني أسمع وأقرأ في الصحف مثل هذه الأمور، وأن هناك شركات تجبر الموظفين على استلام رواتب أقل مما كتب في العقد، وإن لم يوافق الموظف عليه أن يسجل اسمه في لائحة «العاطلون عن العمل». فهل هذا يحدث في قسم الإطفاء في المطارات؟ ما لم تقله الرسالة، لكنها جعلتني أفكر فيه: هل يحق للمجتمع أن يطالب موظفا لديه أسرة ويستلم مثل هذا الراتب وبهذه الطريقة التي تحرمه من اللجوء للضمان الاجتماعي بالإخلاص في عمله وألا يتلاعب ولا يغش ولا يسرق ولا يرتشي؟ يمكن لنا وبسهولة أن نردد على مسامعهم ذاك المثل الرومنطيقي «تموت الحرة ولا تأكل من جسدها»، ولكن على المجتمع ألا يبرئ نفسه إن «أكلت الحرة من جسدها»، فهو من وضعها بين خيارين أن تموت أو أن تأكل جزءا من جسدها/قيمها لتعيش، وإن رفضت الموت فالمجتمع شريك في الخطيئة. أخيرا وبما أن مجلس الشورى صامت منذ زمن بعيد، ما رأي أعضائه أن يتسلوا قليلا، ويجربوا ولو لشهر واحد هل باستطاعة كل عضو أن يعيش هو وأسرته براتب 1500 ريال، هذا على افتراض أنهم لا يعملون في شركة تجعلهم يوقعون على مسيرات كتب عليها الراتب 1500 وتسلمهم ألف ريال؟. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة