قدر المشرف على معهد المديرين في دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالله بن حسين العبدالقادر، حجم عمليات الاستحواذ التي قامت بها شركات من دول مجلس التعاون الخليجي في الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية منذ العام 2000، بحوالي 36 مليار دولار، أي بنسبة نمو بلغت العام 2007 حوالي 55 في المائة، مشيرا إلى أن هذه الاستحواذات تجاوزت 250 عملية. وقال خلال لقاء الثلاثاء الشهري في غرفة الشرقية البارحة الأولى إن إجمالي الناتج المحلي لدول المجلس يتسارع بمعدلات عالية ليصل مابين 820 و 1000 مليار دولار أمريكي تقريبا للسنوات الثلاث الأخيرة، مشيرا إلى أن هذا النمو في دول المجلس يعزز الحاجة إلى الإسراع في تعزيز ممارسات الحوكمة في الشركات. وأوضح أن دول الخليج شهدت خلال السنوات القليلة الماضية نمواً منقطع النظير في الجانب الاقتصادي، وزيادة عدد المنشآت والشركات، جعلها في المرتبة ال 16 من بين الاقتصاديات العالمية، إلا أن ذلك لم يواكبه نمو مماثل في الأساليب الإدارية التي يجب أن تتحلى بها الإدارات جميعا. ودعا إلى تعزيز ممارسات حوكمة الشركات، خصوصا أن هناك عدة مبررات تدعم هذه الدعوة و منها الزيادة في الاستثمار الأجنبي المباشر. وقال إن أهمية الحوكمة تزداد بتحول الشركة إلى شركة عامة لزيادة تنوّع مساهميها، فدول مجلس التعاون تشهد تطورات كبيرة على هذا المضمار، مؤكدا أن حوكمة الشركات مطلوبة في جميع نماذج الشركات، سواء العائلية، أو المساهمة المغلقة، أو الحكومية. وذكر أن تطبيق الحوكمة في الشركة يعني وجود محرك رئيسي للأداء، فقد ثبت علميا أهمية الحوكمة في فعالية الشركات، ولا تتم الحوكمة بدون مجلس إدارة، وتحدث عن «معهد المديرين في دول مجلس التعاون»، وقال إن الهدف من إنشاء هذا المعهد هو الارتقاء بفعالية مجالس الإدارات في منطقة الخليج، وتعزيز مهنيّة أعضائها، فالمعهد منظمة غير ربحية تكرس جهودها للتأثير إيجابياً على اقتصادات ومجتمعات منطقة الخليج من خلال الارتقاء بفعالية مجالس الإدارات وتعزيز مهنيّة أعضائها. وأوضح أن المعهد يعمل على تطوير كفاءات وقدرات أعضاء مجالس الإدارات في دول مجلس التعاون من خلال تعزيز أفضل الممارسات في مجال حوكمة مجالس الإدارات وفهم مسؤولياتها، والعمل على تبادل الخبرات العملية رفيعة المستوى بين المديرين في المجالس الإقليمية والعالمية. مشيرا إلى أن المعهد يسعى إلى إنشاء شبكة إقليمية من أعضاء مجالس الإدارات، عبر توفير المنتديات وتسهيل بناء العلاقات بين المديرين في الخليج والاستشاريين المهنيين وكبار القادة التنفيذيين، وتسهيل تبادل الخبرات والتعاون مع المنظمات المشابهة في العالم من خلال التبادل المنتظم للمتحدثين والمشاركة في المبادرات المشابهة.