أما آن الأوان لأن تقر وزارة التربية والتعليم على المدارس حصة «الحوار»، وأن تفرض ولو حصة واحدة للحوار، وألا يتدخل المعلم في أي قضية يتم نقاشها بين الطلاب، وأن تكون مهمته في أولى ابتدائي طرح فكرة ما ليتحاور حولها الطلاب، وفي ثانية ابتدائي يتحول الأمر لأن يسمح للطلاب بأن يختاروا هم الفكرة التي سيتم الحوار حولها، ثم يتطور الأمر فيما بعد لأن يختار طالب مشكلة ما ويضع لها حلولا ويتم مناقشة الحلول ونقدها من قبل باقي الطلاب، وهكذا يمضي الأمر إلى أن يتطور الحوار ليصبح نقاشا في قضايا عامة تهم المجتمع، كأن يضع الطالب حلولا لمشكلة ويتم الجدل حولها بين الطلاب. ثم أما آن الأوان لأن تطرح مدارسنا فكرة انتخاب مجلس للطلاب، ومن خلال هذه الانتخابات يتم تدريب الطلاب على إعطاء أصواتهم لمن يقدم برنامجا أفضل، وأن الاختيار هنا لا دخل له بالعاطفة، وأنه ليس بالضرورة أن يعطي الطالب صوته لصديقه أو قريبه، لأنه من المفترض أن يعطي صوته لمن يقدم برنامجا أفضل أو لديه قدرات على وضع حلول للمشاكل. فالحوار الوطني المطروح الآن لا يمكن له أن ينجح مهما كانت ثقافة المتحاورين فيه، لأن القضية ليست مرتبطة بالثقافة بقدر ما هي مرتبطة بالممارسة، فالإنسان الذي تدرب وتعلم على الحوار منذ طفولته، أقدر على إنجاح الحوارات في الكبر من الأشخاص الذين وطوال حياتهم لم يتدربوا على الحوار، وكانت سنواتهم الدراسية قائمة على التلقين. أيضا الأشخاص الذين تدربوا على الانتخابات من الصغر، لن يبدأوا مشوارهم الانتخابي في الكبر من بوابة العاطفة، لأن تلك المرحلة تجاوزها في الطفولة وأصبح ناضجا لممارسة الانتخابات، وقادرا على انتخاب الأفضل للمنصب وليس الأقرب لقلبه أو قبيلته. على ذكر القلب، أذكر أن أحد الصحافيين الرياضيين سأل مدرب الهلال «كوزمن» عن أحب اللاعبين لقلبه، فرد المدرب: الشلهوب أقربهم لقلبي. هذه الإجابة أدهشت الصحافي، فسأله: «طيب ليه ما تلعبه أساسي»، وكان السؤال مدهشا للمدرب الأوروبي، فقال له: «أنا أحب أمي أكثر، لكني لا أستطيع وضعها أساسية في الفريق». وكان «كوزمن» يريد أن يقول: ما دخل الحب في القضية هنا، لكن الصحافي لم يتم تدريبه على أن الحب لا علاقة له في مثل هذه الأمور. وهذا ما يحصل في الحوار الوطني وفي الانتخابات لدينا، فهل تساعد وزارة التربية على إنجاح الحوار الوطني والانتخابات لدينا، فبدون التدريب لن تنجح الحوارات الوطنية، الانتخابات كذلك؟. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة