نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، افتتح وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين البارحة ملتقى الجمعيات التعاونية الثاني، وينظمه مجلس الجمعيات التعاونية السعودية تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وتستضيفه الجمعية التعاونية لموظفي الخطوط السعودية تحت شعار (التعاون نحو مفهوم معاصر) وذلك في فندق بارك حياة جدة. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية في كلمته بهذه المناسبة، بأن الرعاية الملكية الكريمة لهذا الملتقى تأتي امتدادا لما تحظى به الوزارة من دعم وتوجيه للرقي بأداء العمل التعاوني في المملكة وتنمية وتعزيز دور الجمعيات التعاونية في جميع المجالات، وذلك ضمن استراتيجية التنمية المستدامة التي تعمل المملكة على تبنيها ودعمها. واعتبر الجمعيات التعاونية رافدا مهما في تحقيق مجتمع الرخاء والرفاهية، متى ما فهم العمل التعاوني بالصورة الحقيقية التي ينبغي أن يكون عليها، مؤكدا أن العمل التعاوني يمثل ركيزة مهمة من ركائز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع، في ظل ما يحظى به هذا القطاع من دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني. وأكد أن العمل التعاوني يعد من القيم الإسلامية السامية والمفاهيم الحضارية الراقية التي تتطلع المجتمعات لتحقيقها وتنفيذ برامجها والاستفادة من معطياتها، معتبرا الجمعيات التعاونية مشروعا اجتماعيا اقتصاديا يمكن المواطن من الحصول على السلع والخدمات بأسعار معقولة، موضحا أن الملتقى سيناقش استراتيجيات الجمعيات التعاونية. من جانبه، أعرب ماجد بكر درويش رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى ورئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لموظفي الخطوط السعودية عن سعادته بتزامن الملتقى مع الاحتفال باليوم الوطني وذكرى تضحيات الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) وإصراره رغم كل الصعاب على بناء أمة عظيمة تستند إلى شرع الله وتصون القيم وتأخذ بأسباب العلم وتتأهب دوما لمواجهة تحديات العصر في جميع المجالات. واستعرض الدكتور ناصر بن إبراهيم التويم رئيس مجلس الجمعيات التعاونية السعودية تطور العمل التعاوني المؤسسي منذ تأسيس أول جمعية تعاونية في العالم هي (جمعية رواد العدل التعاونية) في أسكتلندا عام 1844م، مرورا بإنشاء التحالف التعاوني الدولي عام 1895، لينتشر بعدها المفهوم التعاوني كافة أنحاء العالم حتى أصبح عدد أعضائها 800 مليون عضو عبر 750 ألف جمعية تعاونية تغطي 95 دولة، لافتا إلى أن المملكة جزء من هذا العالم التعاوني، حيث كانت البداية بشكل رسمي مع صدور نظام الجمعيات التعاونية عام 1962 ونقطة البداية كانت من الدرعية. وأشار د. التويم إلى أن المملكة رعت هذا القطاع التعاوني الذي يزيد عمره على نصف قرن، وتجاوز عدد أعضائه 50 ألف عضو منتسبين إلى 165 جمعية تعاونية على اختلاف الأنواع والأغراض، مؤكدا أن العمل التعاوني لا حدود له ويشمل كافة المجالات الاستهلاكية والزراعية والإسكانية والحرفية والإنتاجية والنقل والاستيراد والسياحة. وبين عبد العزيز بن إبراهيم الهدلق وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية المساعد في كلمة وزارة الشؤون الاجتماعية أن الملتقى يسعى إلى إيجاد الوسائل المناسبة لزيادة المشاركة الفاعلة للجمعيات التعاونية في سد الاحتياجات التنموية المتزايدة، وذلك من خلال محاوره المطروحة، عبر ما سيقدم من أوراق علمية تتضمن المفاهيم النظرية والتجارب العلمية للجمعيات التعاونية في دول عربية وعالمية. وتناول عبد الله بن مشبب الأجهر مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة في كلمة الرعاة، التحول الحضاري السريع في بلادنا التي تنطلق بخطى ثابتة نحو العالم الأول.