لا يعني أكثر المواطنين لا لعدم اكتراثهم، بل لعدم استيعابهم الحديث عن معدلات التضخم، ارتفعت أو انخفضت، لأن هذه المعدلات وتأثيرات ارتفاعها وانخفاضها، أصبحت بالنسبة لهم كالأسرار الاستخباراتية والمعادلات الرياضية، غير قابلة للاستيعاب، لأن كل ما في الواقع يتنافى معها، ما دام كل شيء ترتفع أسعاره من الأرز حتى الطماطم مرورا بالحليب والسيارت والمستلزمات المدرسية. ولكن الذي لم يبلعه أحد المواطنين تصريح محافظ مؤسسة النقد حين قال (استمرار انخفاض إيجارات المساكن قد يكون مؤشرا إيجابيا للحد من التضخم)، وتأكيده على أن هذا الانخفاض وصل إلى مراحل أقلقت المستثمرين في مجال الإسكان أنفسهم. ومهما كان هذا الكلام قائما على أرقام مؤكدة وصلت إلى المحافظ أو على أرقام متوقعة أعدها الاستشاريون للمحافظ، فإنه كلام خارج التوقيت والواقع والزمان والمكان، فالإيجارات لم ولن تنخفض بل في ارتفاع مستمر وبالتالي فإن القطاع العقاري بأكمله هو في حمى ارتفاع هائل بسبب عدم فرض أي ضرائب أو رسوم أو زكاة على الملاك العقاريين الذين يحيون هذه الأراضي ويحتكرونها سنوات طويلة دون أن يدفعوا ريالا واحدا عليها، وعندما تصل إليها الخدمات وتبني من حولها كل المخططات يعرضونها للبيع بأسعار خيالية، تحقق مئات أضعاف أسعار الشراء في سنوات قليلة .. لذلك فإن التوقع بأن انخفاض التضخم مرتبط بالإيجارات لا أساس له من الصحة أبدا .. وهنا تصبح مشكلة التضخم كبيرة .. وارتفاع الإيجارات أكبر. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة