استمتع المهتمون في شؤون الأدب والثقافة والفكر بالقيمة المعرفية والثقافية التي يقدمها سوق عكاظ، من خلال ندواته ومحاضراته وأنشطته وبرامجه، حيث أنها تتنوع لتقدم لزائره مهرجانا تراثيا في محتواه، يعيد تأصيل القيم الأخلاقية والتاريخية والثقافية لدى العرب، باتصاله بسوق عكاظ التاريخي، الذي كان يجسد الملمح الثقافي والاقتصادي لدى العرب وقبائلها، ويعيد سوق عكاظ الحديث إلى الأذهان أمجاد العرب وتراثهم الأصيل، ويستعرض ما حفظه ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته، ويقدم في كل مهرجان احتفال واحتفاء بأحد شعراء المعلقات لتؤكد اتصال التراث بالحاضر، وتجدد المحافظة على الماضي وما حفل به من تاريخ وأحداث وأمجاد، كما أنه يشكل اليوم معلما سياحيا فريدا في المملكة، ورافدا مهما من روافد السياحة. ويعود تاريخ عكاظ إلى أربعة قرون قبل الميلاد، ونشط في الفترة السابقة لظهور الإسلام، واستمر في عهد النبوة وصدر الإسلام أيام الخلفاء الراشدين وزمن بني أمية حتى سنة 129ه، حيث ثار الخوارج ونهبوه، وقد تأثر سوق عكاظ بتوسع الدول الإسلامية وانتقال مراكز الحضارة من الحجاز إلى دمشق ثم بغداد، حيث المدن الكبيرة، وبدأت الحياة الجديدة في الشام والعراق ومصر تجذب الناس إليها مع الاهتمام بالفتوحات، مما أضعف الحاجة لسوق عكاظ ودوره التجاري خاصة. وقد اهتم الملك فيصل بسوق عكاظ، وتكونت اللجان من الجغرافيين والمؤرخين والأدباء لتحديد موقعه، وفي السنوات الأخيرة تهيأ لعكاظ رجال مخلصون في مقدمتهم أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، أرادوا أن يعود إلى مجده وسابق عهده، وكان ذلك عام 1428ه بعد انقطاع استمر نحو 1300 سنة.