شدد مفتي دمشق ومدير معهد الفتح الإسلامي الدكتور عبدالفتاح البزم، على أن اختيار فيينا مقرا لمركز الملك عبدالله لحوار الأديان سيسهم في دفع عملية الحوار الإسلامي مع الديانات الأخرى إلى الأمام، شريطة أن يكون هناك تفاعل إيجابي من الأطراف الآخرى. ورأى البزم في حديث ل «عكاظ» أن مركز الملك عبدالله للحوار قد أعطى أهمية أكبر للحوار وكان أكثر تأثيرا وفعالية كون الملك عبدالله يعتبر زعيما سياسيا ودينيا في نفس الوقت، وهو من خلال هذه المبادرة يؤكد على النهج الإسلامي الصحيح في الإيمان بعملية الحوار منطلقا من تعاليم الإسلام الذي يعتبر خاتم الأديان. وبين البزم أن هناك مشتركات تجمع أصحاب الديانات السماوية، مثل المسيحية حيث نؤمن نحن المسلمون بنبؤة عيسى عليه السلام ونقول سيدنا عيسى عليه السلام إيمانا، كما أننا نؤمن بكافة الشرائع السماوية ونؤمن بجميع الرسل ولا نفرق بين أحد منهم، مشيرا إلى أننا عندما نلتقي معهم فإننا نلتقي كرسالات سماوية نحترمها ونسير وفق المنهج النبوي بالمجادلة بالتي هي أحسن لإظهار الحق ودفع الفتن وعرض الإسلام مع الحكمة بالعرض دون تقديم أي تنازلات. وشدد البزم على أن الحوار بيننا وبينهم ضروري شريطة أن يسوده الاحترام المتبادل، فنحن نحترم دينهم ومقدساتهم وأنبياءهم وعليهم أن يعاملونا بالمثل حتى ينجح الحوار بيننا وبينهم، وألا نخوض في أمور عقدية قد تفسد الحوار والاكتفاء بالبحث عن المشتركات. وأوضح البزم على ضرورة التفريق في الحوار بين المسيحية والصليبية وبين اليهودية والصهيونية والإسرائيلية فهم يختلفون عن بعضهم البعض، فالصليبيون هم من يستخدمون الدين لأغراض سياسية واستعمارية، لذلك ففتح الحوار مع عقلاء المسيحيين فيه مصلحة للطرفين وكشف زيف وكذب الصليبيين. وأشار مفتي دمشق إلى أن مركز الملك عبدالله للحوار ومبادراته الدائمة محملة بالمنهج النبوي في الحوار والتعايش السلمي، واستدرك البزم إلى أن «نتائج هذه المبادرات مرهونة بمدى تجاوب الأطراف الأخرى مع هذه المبادرة والتي أثبتت للعالم كله صدق نوايانا ونظرة الإسلام الحقيقية للحوار وأهميته، بعكس ما تروج له مكينة الإعلام الغربي باتهام الدين الإسلامي بالتطرف والتشدد والإنغلاق».