أسئلة يجيب عنها: د. سليمان العلي «مدرب ومستشار برامج إطلاق القدرات وتطوير الذات س: أنا شاب جامعي، مشكلتي أنني لم أتعود على الإلقاء أمام الآخرين، وإذا صعدت إلى منبر الإلقاء تضيع كل ما في ذهني من معلومات، ماذا أفعل لأكون طليقا في إلقائي؟. وائل عامر الرياض عزيزي وائل، قرأت رسالتك الطيبة، وسرني كثيرا حرصك على أن تكون خطيبا مفوها طليق اللسان، قوي البيان، ففي الحقيقة هذا الأمر يأتي بالتدرج والتعلم، ولكن لا بد أن يكون عندك بعض المقومات التي تساعدك على ذلك، مثل إتقان اللغة العربية، ومعرفة مفرداتها، وحسن اختيار العبارات والألفاظ المؤثرة، والتي تناسب الموضوع الذي تتكلم فيه، وأن يكون عندك ملكة الأسلوب المشوق الذي يأخذ بلب سامعيك، إلى غير ذلك من المؤهلات التي ينبغي أن تتوفر في الخطيب والملقي. وهناك أمور لعلها تعينك على تحقيق غايتك، وتوصلك إلى هدفك بإذن الله، ومن هذه الأمور على سبيل المثال لا الحصر والإجمال لا التفصيل: الإخلاص، الذي هو أساس لقبول العمل ونجاحه. كثرة الاطلاع والقراءة في شتى العلوم، ولا سيما اللغة العربية وعلومها، التفسير، السيرة، التراجم، والتاريخ. سماع الأشرطة الدعوية، ولا يمنع في بداية مشوارك الدعوي أن تقلد أحد المشايخ الذين يمتازون بحسن العرض وسهولة الأسلوب وقوة التأثير والتشويق. عليك بقراءة الكتب التي تتحدث في هذا الباب خاصة، أي التي تتحدث عن علم فن الخطابة. إذا أردت أن تتحدث في موضوع فينبغي أن تكون عندك خطة للموضوع، وهي باختصار مقدمة أو تمهيد، ثم أصل الموضوع، وهو يتكون من عدة عناصر في مجموعها تغطية كاملة للموضوع ثم الخاتمة. بعد أن تعد هذا كله في مسودة ابدأ في قراءته أكثر من مرة بأسلوب الإلقاء، وتخيل نفسك أمام الجماهير، أو حاول أن تحضر بعض إخوانك المقربين إليك، أو أهل بيتك، وتلقي على مسامعهم الموضوع، وانظر رد فعلهم، وما هي الإيجابيات والسلبيات التي عندك حتى تنمي الإيجابيات، وتتفادى السلبيات. حاول بعد ذلك أن تلخص الموضوع في شكل نقاط في ورقة يسيرة، وحاول إلقاء الموضوع من ذاكرتك بالاستعانة بهذه الورقة الصغيرة، التي أودعت فيها عناصر الموضوع. كرر هذا العمل أكثر من مرة في الموضوع الواحد، وبفضل الله تعالى تجد تقدما من نفسك كثيرا، ويمكنك أن تحضر بعض الدورات في مهارات العرض والإلقاء حتى تزيدك علما وخبرة.. وفقك الله.