السؤال: أخي وأختي تقاطعا وتدابرا، وكلاهما عازم على اللا عودة للآخر.. فما الحل؟ الجواب: شكراً لك حرصك على إخوانك، وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان عملك الصالح، الحقيقة أنه لا يوجد في الرسالة ما يشير إلى دور الوالدين، فلا أدري هل هما موجودان؟ وهل هما يعلمان بما بين إخوتك؟ وعلى كل حال فلابد من التفكير في إشراكهما إن كانا موجودين بشرط ألا يؤثر ذلك سلبياً على المشكلة أو عليهما. أما حل تلك المشكلة فبالأمور التالية: . حاول تشخيص الداء بصورة دقيقة، أي ما السبب الرئيس في عزم كل منهما على اللا عودة؟ وما سبب المشكلة؟ فبداية الحل تكون بمعرفة أسباب المشكلة. . كن عادلاً بقدر ما تستطيع، ولا تجامل ولا تحاب على حساب الحق. . حاول توضيح ما يكنه كل منهما للآخر من حب، حتى لو بالغت في ذلك فكما لا يخفى عليك أن من مواطن جواز الكذب: الكذب من أجل إصلاح ذات البين بين أخوين في الله فكيف بين الإخوة في النسب؟. . حاور كل منهما على حدة، وبين له مدى خطئه، ولا تحمل الطرف الآخر كل المسؤولية، بل اجعلها مسؤولية مشتركة بين الطرفين، ثم بين فضل العفو والتسامح والتغاضي بين المسلمين. . ذكرهما بما بينهما من علاقة، وما ينبني على استمرار التقاطع ليس عليهما فقط بل على الأسرة بأجمعها، وعلى أبنائهما خاصة، فما موقف الأب من ابنه حين علم أن أباه لا يكلم عمته؟ وما موقف الأم حين يعلم ابنها أو بنتها أن أمها لا تكلم خالها؟ ألا يؤثر ذلك على تربيتهما وتنشئتهما؟ . حين تشعر بأنك قد حاولت ولم تنجح ابحث عن أطراف أخرى تعينك –بعد الله- على السعي في حل المشكلة، وهؤلاء الأطراف يجب أن يكونوا من المقبولين عند الطرفين أو أحدهما كما يجب أن يتصرفوا بحكمة وتريث. من مواطن جواز الكذب: الكذب من أجل إصلاح ذات البين بين أخوين في الله فكيف بين الإخوة في النسب؟ .نوّع في أساليبك ولا تستمر على أسلوب واحد، فمرة تتحدث معهم مباشرة، ومرة أخرى تعطيهم شريطاً للتذكير، ومرة أخرى تذكر قصة دون تعليق، ومرة تهديهم كتابًا، ومرة تهمل الموضوع لفترة من الزمن، وتخير من الأساليب ما يغلب على ظنك أنه يؤثر على المقابل. . حاول استغلال المناسبات العائلية (مثل الزواج لأحد أفراد العائلة) لجمعهما مع بعض، وكذلك المناسبات العامة مثل الأعياد. . لا تكثر من الحديث في الموضوع معهما، فقد يكون من المناسب إعطاء فرصة لكل منهما ليفكر في الموضوع لوحده بعيداً عن التأثيرات الخارجية، وأيضا حتى لا تصبح ضيفاً ثقيلاً عليهما فلا يرغبا بحضورك مما يقطع الحبل منك في التواصل معهما. . تذكر أنه من الصعب أن تكون العلاقات متينة وقوية، وليس هذا المطلوب، بل المطلوب ألا يكون هناك تقاطع وتدابر، فارض بالقليل إذا تم، واعلم أن الزمن كفيل -بإذن الله- في العلاج متى ما توفر الإيمان في القلوب. . أكثر من الدعاء لهما بظهر الغيب، وتخير من الأوقات والأحوال ما يكون أدعى لقبول الدعاء. في الختام: أسأل الله أن يؤلف بين قلبي أخويك، وأن يردهما إلى الحق رداً جميلاً، وأن يتوب عليهما جميعاً وأن يجمع قلبيهما على الحق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.