كشفت دراسة طبية أن ستة في المائة من السعوديات يتناولن حبوب تأخير الحمل دون استشارة وتشخيص الأطباء، ويبادرن إلى استخدام هذه الهرمونات من خلال وصفة الصديقات والصيادلة في الوقت الذي أشارت فيه دراسة طبية عالمية إلى أن 50 في المائة من النساء قد يتعرضن لتقلب المزاج وتعكره في فترات استخدام هذه الهرمونات. ورأى الأطباء المختصون، أن توجه السيدات إلى استخدام هذه الهرمونات دون وصفة طبية قد يعرضهن إلى مضاعفات طبية تنعكس سلبا على صحتهن، خصوصا أن تركيزات هذه الحبوب مختلفة. أما السيدات، وهن: أم أحمد، أروى خالد، أميمة محمد، عبير عبدالعزيز، فأوضحن أن تجربتهن ناجحة مع حبوب منع الحمل، وقد استخدمن هذه الحبوب من خلال وصفة الصديقات والصيادلة مباشرة، معللين أسباب ذلك إلى انشغالهن اليومي مع طبيعة أعمالهن. تأخير الحمل ورأى استشاري أمراض النساء والولادة وطب الأجنة وجراحة المناظير والعقم وطفل الأنابيب وأمين عام الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة ومعد الدراسة الدكتور هشام عرب، أن 30 في المائة من السعوديات يستخدمن حبوب منع الحمل كوسيلة لتأخير الحمل من خلال استشارة وتشخيص الأطباء، وأن ستة في المائة منهن يستخدمن هذه الحبوب من الصيادلة مباشرة، وأن 70 في المائة يستخدمن وسائل تنظيم حمل أخرى مثل اللولب والحقنة وجدول الحساب. وأضاف «أن الدراسة الطبية العالمية التي كشفت أن 50 في المائة من النساء قد يتعرضن لتقلب المزاج وتعكره قد تكون صحيحة في حالة إذا كان التقلب المزاجي في الأيام الأخيرة من استخدام الحبوب، بمعنى الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، أما إذا كانت شكوى النساء أن هذه الحبوب تعكر المزاج طوال 21 يوما (فترة استخدام الحبوب) فإن ذلك غير صحيح ولا يستند إلى دراسات طبية موثقة ويدل على وجود مؤشرات مرضية عضوية أخرى غير استخدام هذه الحبوب». وأشار الدكتور عرب إلى أن توجه النساء مباشرة إلى الصيادلة لشراء هرمونات منع الحمل سلوك محفوف بكثير من المخاطر، حيث إن التكوين الجسماني والهرموني للسيدات يختلف من سيدة إلى أخرى، فليس شرطا إذا نجحت نوعية معينة من هذه الهرمونات مع سيدة لأبد أن تنجح مع سيدة أخرى، حيث أن هناك تركيزات مختلفة لهذه الهرمونات، وبالتالي فإن استخدامها دون تشخيص طبي قد ينعكس سلبا على صحة السيدة، ولاسيما إذا كانت السيدة تشكو من أمراض أخرى سواء مزمنة أو غيره كالسكري والضغط والقلب والكلى. وأرجع الدكتور عرب أسباب توجه بعض النساء مباشرة إلى الصيادلة وخصوصا في بعض الدول العربية إلى عدة عوامل أهمها ضعف الحالة المادية، وانشغالها اليومي وعدم تمكنها من التوجه إلى الأطباء، وهو ما يجعلها تعتمد على نصيحة الصديقات، وأيضا الإعلانات الطبية التي قد تنشرها بعض المجلات النسائية المتخصصة، وتشير إلى امتيازات وفوائد بعض هرمونات حبوب منع الحمل فتبادر السيدة إلى شراء هذه النوعية مباشرة دون إدراك لما يترتب على ذلك. الدكتور عرب أكد أن حبوب منع الحمل لا تزيد الوزن كما هو شائع بين النساء إلا أنها تفتح الشهية وهو ما يجعل بعض السيدات يتناولن الأكل دون حسبان وإن زاد الوزن لديهن فإنه لن يتعدى كيلوجرام طوال فترة الحمل، مع الإشارة إلى أن هذه الحبوب أثبتت طبيا أنها تحمي السيدات من السرطان ونظم الدورة ولا تسبب العقم وتمنع ظهور أكياس المبايض وتجنب الالتهابات. فرص الإنجاب ويتفق استشاري النساء والولادة في مستشفى الثغر في جدة الدكتور محمد يحيى قطان مع الرأي السابق، ويقول: هرمونات تأخير الحمل التي تعرف طبيا بحبوب منع الحمل هي حبوب تعمل على تنظم آلية الحمل عند السيدات اللواتي يرغبن في تأجيل الحمل إلى وقت آخر، ويجب أن تتناولها السيدة من خلال التشخيص الطبي وليس بطريقة عشوائية من خلال نصائح الصديقات أو الصيادلة مباشرة، لأن ذلك قد يعرض السيدة إلى مضاعفات لا يحمد عقباها. وألمح الدكتور قطان إلى أن نسبة نجاح هذه الهرمونات عالية جدا إذا استخدمت بدقة، حيث تنظم كمية الدم ومواعيد الدورة الشهرية وتقلل من ألمها ونزيفها، كما تقلل من خطر الإصابة من التهاب الحوض وأمراض الثدي وسرطان المبيض والرحم، وتقلل من حدوث التهاب المفاصل الروماتزمية، وعند التوقف عن تناول هذه الحبوب تعود الخصوبة إلى ما كانت عليه في السابق. وأكد قطان أن استخدام حبوب منع الحمل الهرمونية لا يؤثر على فرص الإنجاب في المستقبل، كما يمكن استخدامها بأمان قبل الزواج، لأنها يمكن أن توصف لغايات غير منع الحمل من ضمنها اضطرابات الدورة، والاضطرابات الهرمونية التي قد تؤدي إلى ظهور الشعر غير المرغوب فيه، وحتى حب الشباب وعلى عكس ما هو معروف لا يوجد أي دليل علمي مقنع يربط زيادة الوزن باستخدام هذه الحبوب.