اعتبر مختصون في أمراض النساء والتوليد والعقم أن اعتقاد البعض من العرسان الجدد تأجيل الحمل باستخدام الحبوب المانعة للحمل بعد الزواج مباشرة يسبب الإصابة بالأمراض الخبيثة استنادا للدراسات الطبية التي توصي بإنجاب المولود الأول قبل استخدام حبوب تأخير الحمل، وأكدوا أنه لا صحة لمثل هذا الاعتقاد السائد حيث إن هذا الموضوع مازال يحتاج إلى المزيد من الدراسات العالمية. غير صحيح في البداية يقول البروفيسور عبد الرحيم روزي أستاذ واستشاري أمراض النساء والولادة والعقم وأطفال الأنابيب في جامعة الملك عبد العزيز، إن من أهم التساؤلات التي يطرحها الأزواج عند الارتباط هو تأثير استخدام حبوب منع الحمل بعد الزواج بهدف تأجيل الإنجاب، لافتا إلى أن بعض الأطباء يتناولون في الصحف الرد التقليدي من أنه يفضل عدم استخدام حبوب منع الحمل قبل ولادة طفلين أو أكثر لضمان الإنجاب أولا، والأساس العلمي لهذه الإجابة هو ما قد درسناه قديما في الطب وقد تكون هذه الإجابة غير مناسبة لبعض الشباب والشابات الذين سيتزوجون قريبا ويودون تأخير الإنجاب لبعض الوقت لأي سبب كان كإنهاء الدراسة الجامعية أو الماجستير أو الدكتوراه أو غيرها وحيث أن الطرق البديلة لتأخير الحمل غير فعالة (حيث نسبة حصول الحمل عالية وغير مقبولة يمكن أن تصل إلى 30 في المائة كالعزل والحساب وغيرها) أو ممكن أن تسبب ضررا كبيرا (كاللولب) ويشير الدكتور روزي إلى أن قرار قبول حصول الحمل وعدم أخذ أي مانع للحمل قد يكون أنسب قرار للزوجين، وهذا القرار الطبي من بعض دكاترة النساء والولادة قد يكون متلائما أكثر مع المجتمع الذي نعيش فيه حيث أن كثرة الإنجاب وسرعة حصوله بعد الزواج قد تكون من الأشياء التي يفتخر بها الناس. ويضيف د.روزي: من وجهة نظري الخاصة أن هذا الرأي قد خالف الصواب، فمن ناحية طبية بحتة ومن منطلق الطب الحديث المبني على البراهين العلمية يعلم جميع أطباء النساء والولادة أن حبوب منع الحمل التي في الأسواق تحتوي على نسبة ضيئلة جدا من الهرمونات ولا تمنع الحمل بعد إيقافها حتى لو استخدمت لمدة سنوات عديدة وقد أيدت هذا جميع الدراسات الطبية الحديثة وآخرها ما نشر حديثا في مجلة (Fertility and Sterility) العالمية التي تعتبر من أفضل خمسة مجلات علمية في مجال التخصص حسب آخر تصنيف للمجلات العلمية من أن حبوب منع الحمل ليست ضارة كما كانت من قبل، وأنها لا تؤخر الحمل بعد إيقافها، وأنه إذا تأخر الحمل بعد إيقاف حبوب منع الحمل فإنه لأسباب أخرى كانت ستحصل سواء استخدمت حبوب منع الحمل أو لم تستخدم. ويؤكد د. روزي أن الرأي الطبي هو منع استخدام حبوب منع الحمل لمن يريد بعد استشارة الطبيب أو الطبيبة للتأكد من عدم وجود سبب آخر لمنع استخدامها وأن منع استخدامها في بداية الزواج غير ضروري. صحة العروس ويتفق الدكتور محمد يحيي قطان استشاري النساء والتوليد في صحة جدة، مع الرأي السابق ويقول: هناك اعتبارات هامة وضوابط صحية لابد أن تتوافر في العروس التي ترغب في تأخير الإنجاب وهي السن والحالة الصحية للعروس، ولكن أرى أنه لايوجد مانع لاستخدام حبوب تأخير الحمل في بداية الزواج إذا كان باستشارة طبية وأن سن العروس لايتجاوز الخامسة والعشرين، ويفضل عدم تناول هذه الحبوب للفتيات اللواتي تجاوزن سن الثلاثين فهنا الأفضل صحيا إنجاب المولود الأول. ويؤكد الدكتور قطان أن من أهم السلوكيات الخاطئة التي تتبعها بعض الفتيات حديثي الزواج هو استخدام حبوب منع الحمل من خلال وصفة الصيدلي ودون إشراف طبي وهو مايشكل متاعب على صحة العروس حيث إن حبوب منع الحمل مختلفة في التركز وهو مايناسب سيدة عن الأخرى. دراسات طبية ويرى الدكتور عبد الرحمن فياض استشاري النساء والتوليد والعقم، أن استخدام حبوب تأخير الحمل بشكل عام لاتسبب السرطان كما هو سائد وسط بعض النساء، حيث إن معظم الدراسات أكدت على مأمونية هذه الحبوب، إلا أنه يجب أن يتم تناولها تحت إشراف طبي حيث إن هناك أنواع كثيرة من الحبوب قد لا.