كنت أطالع لقاء متلفزا عقدوه مع أحد رجالات الأعمال الكبار في قناة محترمة، وجهوا إلى رجل الأعمال السعودي أسئلة بصدد الرقابة الإعلامية على المنتج الترفيهي بما في ذلك الأفلام، وقال الرجل صراحة أنه يمارس دور الرقيب الحاذق العارف وذلك بعدم إجازته لمشاهد تدخل إلى بيوت الناس من خلال التلفاز أو الفيديو فيما لا يعنيه الأمر كثيرا إذا كانت تلك الأفلام معدة لدور العرض في السينما.. وللواقع فقد أوضح الرجل وجهة نظره قائلا «الناس تذهب بمحض إرادتها إلى السينما ولكننا ندخل البيوت من خلال قنوات العرض العام».. بمثل هذا تكلم الرجل، وشخصيا أحترم وجهة نظره، وتلك وجهة نظر إنسانية وأخلاقية أيضا، ولا يحتاج الرجل إلى ذكر اسمه من عدمه لأنه بصراحة عميق بتجاربه وجنتلمان أيضا. ولكن من أجل واقع أكثر إثارة استعرت من الرجل كلمة «رقيب» و «حظر» بدعوى حماية الآخر، وأسقطت العبارة أمريكيا على الجوجل كيما أرى أبعد مدى لدور الرقيب من ناحية الوازع الأخلاقي برسم حماية الذوق العام، وبعد دقائق وجدت أن الموقف الأمريكي الراهن أصدر حظرا على نحو أحد عشر مطبوعا ما بين معجم ورواية وكتاب أيضا من دخولها مدارس التعليم بما في ذلك أحد المعاجم الآيلة إلى تراث التداول الأمريكي لوجود كلمة واحدة في داخله تتناول بالإيحاء الذي ربما يكون مقترنا برسم توضيحي لشرح عبارة بتداعيات لفظية يتوافر بطيها «مساس شهواني» بأدوات (حضارية شيطانية). وبأثر رجعي لا علاقة له بمعجم الويبيستير الأمريكي عادت الذاكرة الأمريكية إلى رواية اسمها «عشيق السيدة تشاترلي» وأجهزت عليها بمنعها من التداول داخل المدارس، وهذه الرواية كانت مصدر جدل منذ عام 1940 في مسقط رأسها البريطاني، وهي موجودة في كثير من أسواق العالم الثالث، وملخصها أن سيدة تقودها الغواية لإقامة علاقة مع فقير بروليتاري يعمل لديها في الحديقة وعموما كلهم أنجليز وتنتهي القصة بكونها تريد استغلال العامل فيما تفضل على الاستمرار في علاقة مع زوجها المغلوب على أمره من نواح تخصه. وحظر الرقيب الأمريكي كتابا اسمه المتعة المثلية، وكتابا آخر أيضا منعوه لا علاقة له بالجنس وإنما بالعقيدة؛ لأنه يتناول المساس بالعقيدة المسيحية.. لقد منعوه من الوصول وبنص القانون إلى أيدي الطلاب، وهذه الكتب وكتب أخرى ممنوعة من التداول داخل الأطر التربوية في المدارس الأمريكية وعموما هناك قائمة اسمها The 11 most surprising Banned books ومن حق الأمريكان وغير الأمريكان أن يدفعوا الأذى الفكري على أولادهم، ومصير العيال يكبرون ويعرفون كل شيء!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة