قضايا مفجعة، أبناء يحرقون بالنار ويشربون عنوة الماء الحارق ويضربون ضرباً مبرحا ويكبلون ويسجنون في البيوت، وترتكب كل هذه الحماقات باسم التربية، وهي بريئة من ما يقترفه الحمقى باسم التربية ويزعمون أن ما يقومون به هو واجب التربية والتنشئة الصالحة شرفها الله عما يفعل الظالمون . تستيقظ بعض الأسر على هروب بناتهم دون أن يكلفوا أنفسهم قبل أن يحدث ذلك التفكير في الطريقة التي عاملوا بها بناتهم! هل هي طريقة إنسانية أم طريقة تعتمد على القسوة المرفطة إلى الدرجة التي تجعل من الفتاة أن تقبل بجحيم الشارع وما يتبعه من أذى تدركه إدراكا كاملاً وتقدم عليه هرباً من جحيم واقعها في منزلها. إننا بكل أسف ضحايا موروثات اجتماعية فرضت على هيبة الرجل في منزله واجب السيطرة بكل الطرق، دون أن يضعوا اعتبارات لإنسانية الإنسان وحماية الطفولة من التعذيب والعنف المفرط إلى الدرجة التي تجعل من بعض الآباء والأمهات يقدمون على التعذيب والعنف بكل افتخار وحزم!. إن ما تناولته الصحف خلال الأيام الماضية لغيض من فيض من قضايا العنف الأسري والتي لا يستطيع الكثير من الأبناء والبنات البوح بها خشية من العقاب الذي ينتظرهم في حال التجرؤ بالبوح بما يتعرضون له من صنوف التعذيب، وما هذا التعذيب والعنف الذي يمارس إلا صفات مكتسبة من الآباء أو الأمهات في سنوات طفولتهم حملوه معهم ويقدمونه لأبنائهم كطرق تربية عقلانية حكيمة بكل أسف. من حق أي إنسان أن يتساءل أليس مجتمعنا كغيره من المجتمعات يعج بالمرضى والمعقدين نفسياًَ؟ وهم من يرتكب المجازر الأخلاقية والعنف بأنواعه تجاه أبنائهم وزملائهم والمجتمع! فلماذا لا تقوم أقسام علم النفس وعلم الاجتماع بقياس نسبتهم واقتراح الحلول؟ وأين دور وزارة الشؤون الاجتماعية في التوعية؟! وكيف ستنجح جهود وزارة التربية والتعليم في ترسيخ قيم التربية وست سنوات عجاف تمر على الأطفال وتنزع منهم براءة الطفولة وتزهدهم في الحياة قبل أن يتواجدوا على مقاعد الدراسة، والمبكي أن وصل العنف ببعض الأطفال بأن يحرموا من التعليم النظامي في سنواتهم الأولى لتحويلهم كخدم في منازل أزواج أمهاتهم وغيرها من القضايا التي تجعل من كل إنسان يفكر في مستقبل الوطن والأجيال القادمة في ظل هذه المدارس التربوية التي لم تقدم سوى الإحباط والتقليم وضياع الهمم وصناعة العنف. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة