أكد الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم البارحة، في كلمة وجهت إلى منسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم والمعلمين والمعلمات وطلاب وطالبات التعليم العام بمناسبة انطلاقة العام الدراسي الجديد اليوم، أن الوزارة تعمل جاهدة لتحقيق نقلة نوعية في التربية والتعليم من خلال الدور المحوري والاستراتيجي لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام وشركة تطوير التعليم القابضة، وتقليل المركزية، ومنح إدارات التربية والتعليم مزيدا من الصلاحيات، والتوسع في صلاحيات المدارس، وإيجاد بيئة تقويمية وتنظيمية مستقلة عن الوزارة. وقال الأمير فيصل بن عبدالله إن العمل جار لاستكمال بعض مشروعات الوزارة في مجال المناهج والمقررات الدراسية، إذ سيتم هذا العام التوسع في تطبيق مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية، ومشروع نظام المقررات في التعليم الثانوي المطور، والبدء في تعميم تطبيق المشروع الشامل للمناهج. وأكد وزير التربية والتعليم عمل الوزارة على استكمال البنية التحتية لمدارس التعليم العام، كمشروع إحلال المدارس الحكومية مكان المدارس المستأجرة، والعمل على إيجاد مدارس حكومية تتكامل فيها الخدمات التعليمية والتربوية وفق رؤية تلبي الاحتياجات، وتحسن مستوى المباني القائمة وترتقي بتجهيزاتها وتقنياتها لتواكب المستجدات. كما تنفذ الوزارة مبادرة شاملة لتقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية. وأوضح الأمير فيصل بن عبدالله أن الوزارة ترغب في أن تكون المدارس أكثر قدرة على تدريب العقول واستنفار قدراتها، وتحفيز الإرادة، وصقل الضمير، وتوجيه الطاقات، مع حث الطلاب والطالبات على التخطيط والعمل الجماعي، والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم. وأكد وزير التربية والتعليم سعي الوزارة المستقبلي إلى أن تكون المدارس أكثر قدرة على تنمية مهارات الأبناء وإكسابهم أدوات المعرفة، والتأمل، والإبداع، وحب الاستطلاع، والمبادرة، والتفكير الناقد. وقال وزير التربية والتعليم إن التوجهات المستقبلية للتعليم ترتكز على العقيدة الراسخة، وتنمية روح الولاء لله، ثم للمليك والوطن المعطاء، مع جعل التعليم أداة فاعلة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، للبناء من الإنسان قوة منتجة قادرة على تحقيق التطلعات والتوقعات، مؤكدا سعيهم إلى نقل التعليم من تحصيل المعرفة لأهداف آنية، إلى غرس حب العلم والتعلم، لكي يتمكن الطالبات والطلاب من الوصول إلى المعرفة وإنتاجها بأنفسهم، مع العمل على بناء شخصياتهم، وغرس القيم الإسلامية، وتعزيز روح الانفتاح الواعي لديهم، والإيمان بقيم العمل والإنتاج، وإشاعة مبدأ الحوار وروح التسامح، والتعامل الراقي والرشيد مع التقنية وتطبيقاتها. وأضاف الأمير فيصل بن عبدالله أنه بتفاؤل كبير يستهل اليوم عاما دراسياً جديدا، سائلا الله عز وجل أن يجعله عاماً مباركاً حافلا بالمنجزات على المستويات كافة، مضيفا «غدا (اليوم) يستقبل نصف مليون معلم ومعلمة في مدارس المملكة ما يزيد على خمسة ملايين طالب وطالبة في جميع مراحل التعليم العام، مادين أيديهم لهم لينهلوا من معين العلوم، وينافسوا في ميادين المعرفة». وأفاد وزير التربية والتعليم بأن قيادة المملكة تدرك أن تقدم المجتمعات ورفاهيتها يأتي من تقدم نظم التعليم فيها، ومدى قدرة المسؤولين على المراجعة الدائمة لها تطويرا وتجويدا، واستشرافهم لآفاق المستقبل التي تقود إلى التقدم والازدهار، وتنأى عن الركود الذي يتدنى معه البناء المعرفي للأفراد فيصبحون عاجزين عن مسايرة متطلبات وتحديات ومعطيات عصر المعرفة والعولمة، مستدلا بتخصيص الدولة في ميزانيتها نصيب الأسد للتعليم «لتحملنا جميعا سواء في الوزارة، أو في الميدان التربوي مسؤولية كبيرة لتحقيق رؤى القيادة للاستثمار في الإنسان وبناء المجتمع المعرفي، وهذا يتطلب منا جميعا المسؤولين، والتربويين، وأولياء أمور، والمهتمين من أصحاب الرأي، أن نتكاتف لتحقيق الآمال العريضة للوطن وللأمة، وتجسيد روح الشراكة مع المجتمع». ودعا الأمير فيصل بن عبدالله صاحب كل رأي سديد أو مقترح بناء إلى التواصل مع وزارة التربية والتعليم التي ترحب بكل الآراء. وخاطب وزير التربية والتعليم الطالبات والطلاب في كلمته البارحة، بالقول «أنتم مستقبل وطننا وأمله، وما نقدمه هو حق لكم علينا، فحققوا آمال الأمة وآمال ولاة الأمر الذين لم يبخلوا على التعليم من أجلكم، وأقّروا أعين آبائكم وأمهاتكم، وثقوا بأن معلميكم ومعلماتكن حريصون على ما ينفعكم، فانظروا لمستقبلكم، وأحسنوا لأنفسكم، فليس هناك طريق للنجاح غير التعليم». وطالب الأمير فيصل بن عبدالله الطالبات والطلاب بالثقة في أن قاعات الدراسة تولد المعرفة، وتعزز الموهبة وتحدد معالم المستقبل. ورأى وزير التربية والتعليم أن المعلمات والمعلمين هم الشركاء الرئيسيون في العملية التعليمية كونهم المترجمين الفعليين للخطط والبرامج الموضوعة من الوزارة، وتحويلها إلى واقع طموح. ووصف الأمير فيصل بن عبدالله أولياء أمور الطلبة بالعنصر المهم من عناصر منظومة التعليم في المجتمع، ورافد قوي لجهود القائمين على التعليم، مضيفا «وبهذه المناسبة أدعوكم إلى المشاركة الفعالة معنا في تحقيق رسالة التعليم من خلال المتابعة المستمرة لأبنائكم، وتوجيههم، وتحفيزهم، والتواصل المستمر مع مدارسهم، إضافة إلى المشاركة في الرأي والتقويم».