أكد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، أن التوجهات المستقبلية للتعليم ترتكز على العقيدة، وتنمية روح الولاء لله ثم للمليك والوطن المعطاء، مع جعل التعليم أداة فاعلة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقال في كلمة وجهها لمنسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم والمعلمين والمعلمات وطلاب وطالبات التعليم العام بمناسبة العام الدراسي الجديد الذي يبدأ اليوم (السبت) إن العاملين في الوزارة سيسعون للعمل على نقل التعليم من تحصيل المعرفة لأهداف آنية إلى غرس حبِّ العلّم والتعلّم، «لكي يتمكن أبناؤنا الطلاب وبناتنا الطالبات من الوصول إلى المعرفة وإنتاجها بأنفسهم، مع العمل على بناء شخصياتهم، وغرس القيم الإسلامية، وتعزيز روح الانفتاح الواعي لديهم، والإيمان بقيم العمل والإنتاج، وإشاعة مبدأ الحوار وروح التسامح، والتعامل الراقي والرشيد مع التقنية وتطبيقاتها». وأضاف أن الوزارة ستسعى من خلال التوجهات المستقبلية لأن تكون مدارسها أكثر قدرة على تنمية مهارات الأبناء وإكسابهم أدوات المعرفة والتأمل والإبداع، وحبّ الاستطلاع، والمبادرة، والتفكيرِ الناقد، وأن تكون أيضاً أكثر قدرة على تدريب العقول واستنفار قدراتها، وتحفيز الإرادة، وصقل الضمير، وتوجيه الطاقات، مع حث الطلاب والطالبات على التخطيط والعمل الجماعي، والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم. وخاطب الطلاب والطالبات بقوله: «أنتم مستقبل وطننا وأمله، وما نقدمه هو حق لكم علينا، فحققوا آمال الأمة وآمال ولاة الأمر الذين لم يبخلوا على التعليم من أجلكم، وأقّرُّوا أعين آبائكم وأمهاتكم، وثقوا بأن معلميكم ومعلماتكن حريصون على ما ينفعكم، فانظروا لمستقبلكم، وأحسنوا لأنفسكم، فليس هناك طريق للنجاح غير التعليم، وثقوا بأن قاعات الدراسة تولد المعرفة، وتعزز الموهبة وتحدد معالم المستقبل، فثابروا على التحصيل، وفاخروا بأنفسكم بين زملائكم وأسركم ومجتمعكم، لتكونوا بعون الله مفخرة لوطنكم بعلمكم فأنتم مستقبلنا». وأكد في حديثه الموجه للمعلمين والمعلمات أنهم الشريك الرئيسي في العملية التعليمية، «بكم تترجم خطط وبرامج وزارتكم إلى واقع طموح، وبكم تنفتح بوابات العلم والمعرفة لأجيال وطنكم، لذا فإن أمانتكم كبيرة»، مؤكداً أن الوزارة لن تدخر وسعاً أمام دعم دورهم والإسهام في تحقيق رسالتهم. ودعا الأمير فيصل بن عبدالله آباء وأمهات الطلاب والطالبات إلى المشاركة الفعالة مع العاملين في الوزارة لتحقيق رسالة التعليم، من خلال المتابعة المستمرة لأبنائهم وتوجيههم وتحفيزهم، والتواصل المستمر مع مدارسهم، إضافة إلى المشاركة في الرأي والتقويم. وقال إن الوزارة تعمل جاهدة لتحقيق نقلة نوعية في التربية والتعليم، من خلال الدور المحوري والاستراتيجي لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام وشركة تطوير التعليم القابضة، وتقليل المركزية، ومنح إدارات التربية والتعليم مزيداً من الصلاحيات، والتوسع في صلاحيات المدارس، وإيجاد بيئة تقوّيمية وتنظيمية مستقلة عن الوزارة، إضافة إلى العمل على استكمال بعض مشاريع الوزارة في مجال المناهج والمقررات الدراسية. وفي ذات الصدد، يعود نحو خمسة ملاين طالب وطالبة في جميع مناطق المملكة، إلى مقاعدهم الدراسية بعد 90 يوماً من الإجازة. وسيجد كثير منهم صعوبة في التأقلم مع هذه العودة، وبخاصة في الأسبوع الأول، والحال ذاتها تنطبق على بعض الأسر، التي بدأت تستعد هي الأخرى لإعادة برمجة وجدولة أبنائها وبناتها على أوقات النوم المبكر، وكذلك مراجعة بعض الدروس، من أجل تنشيط الذاكرة. وكانت الإدارات التعليمية في المناطق والمحافظات استعدت منذ وقت مبكر لاستقبال الطلاب والطالبات، إذ زودت كافة المدارس بالكتب الدراسية، مع تهيئتها بكافة المستلزمات، وإنجاز صيانة المدارس المتهالكة خلال إجازة الصيف.