على كثرة ما تقدم قنوات التلفزيون الفضائية في رمضان من مسلسلات متنوعة فإنني لا أجد في نفسي ميلا لتتبعها، في الوقت الذي أحرص فيه أشد الحرص على متابعة البرامج الحوارية، أوالتي تناقش القضايا الاجتماعية، أو تستعرض الموضوعات الحيوية، وإن كان هذا لا يمنعني من مشاهدة بعض حلقات المسلسلات المتنوعة التي تتم إعادة تقديمها خلال أشهر العام ويكون الجمهور أو النقاد قد أجمعوا على جودتها وحسن أداء الممثلين للأدوار التي قاموا بتجسيدها والتاريخية منها خاصة، أو الترفيهية أو التي فيها شيء من البهجة للنفس. وخلال شهر رمضان الأخير الذي نسأل الله أن يكون قد تقبل من الجميع صيامهم وقيامهم وما قاموا به من عمل صالح وكتب لهم الأجر أضعافا مضاعفة، حرصت – كما أسلفت – على متابعة مختلف البرامج الحوارية والاجتماعية، وذات الموضوعات الحيوية وفي مختلف القنوات الفضائية فما وجدت غير عدد محدود، ومحدود جدا من هذه البرامج التي حظيت بإقبال المشاهدين لها على الشاشة الفضية أو المستمعين لها من خلال المذياع وكان في مقدمتها برنامج «حجر الزاوية» الذي يثري موضوعاته فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة ويقدمه الأستاذ فهد السعوي. والواقع أن هذا البرنامج وبالذات في هذا العام قد حظي بإقبال المشاهدين على قناة (الإم بي سي) مثلما استمع إليه الكثير من خلال إذاعة (الإف إم) وذلك لما تناوله من موضوعات حيوية، وإجابات مسددة على جميع الأسئلة التي كان البرنامج يتلقاها من المشاهدين أو المستمعين في سائر أقطار العالم وحيث يوجد قليل أو كثير من العرب .. ولا توجد بقعة في العالم إلا وبها من العرب والمسلمين قل عددهم أو كثر. كان برنامج «حجر الزاوية» في تقدير المراقبين عامة في مقدمة برامج رمضان هذا العام يشهد بذلك حصوله على أكبر عدد من الاتصالات التي تناولت موضوعات حيوية وتساؤلات عن قضايا حساسة، وجاء التعليق أو الإيضاح أو الإجابة من فضيلة الشيخ سلمان العودة في غاية السداد والتوفيق وذلك بما وهبه الله لفضيلته من سرعة بديهة في استحضار الشاهد من القرآن الكريم أو الحديث الشريف أو المرويات التاريخية أو الأدبية والشعرية بحسب مقتضيات الموضوعات، والتي كان من أبرزها موضوع «التغيير». وهو الموضوع الذي لا يمكن أن يتم إلا بمشاركة كل فرد في المجتمع. الموظف في إدارته، والمدرس في مدرسته، والتاجر في مجالات نشاطه، والمرأة في بيتها والطبيب في عيادته. فالتغيير دائما ينشد المصلحة التي تخدم الوطن، ويسهم في تطوير أوضاع البيئة وتنمية مدارك المواطن الذي يحظى باهتمام القيادة الرشيدة في وطن تحكمه الشريعة الإسلامية التي جعلت منا «خير أمة أخرجت للناس». والواقع أن كل إنسان يتمنى التغيير ويتطلع إلى الأفضل ولكن كما قال شوقي: وما نيل المطالب بالتمني؛ ولذا فلابد أن يعمل الجميع كل في الحقل الذي يعمل فيه، أو المهنة التي يمارسها، أو الهواية التي يجيدها على الارتقاء بأدائه والأخذ بالتي هي أحسن من القول والعمل، إن في مجال عمله أو بالمنزل مع أهله وبنيه وجيرانه وحتى من في «حارته». وأعود لبرنامج «حجر الزاوية» لفضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة الذي نال من النجاح ما لم ينله برنامج آخر في أي قناة فضائية، مثلما ينال برنامجه الأسبوعي على مدار العام «الحياة كلمة» إقبالا منقطع النظير لأهنئ فضيلته ومقدم البرنامج الأستاذ فهد السعوي كما أهنئ الأستاذ أحمد الشقيري على نجاح برنامجه «خواطر» والذي استطاع من خلاله في شهر رمضان أن يكشف بالمقارنات التي قدمها للمشاهدين كثيرا من الواقع الذي يجب تغييره في مواقع ومواقف مختلفة ومتعددة أسوة بما هو عليه الحال في المواقع التي تمت المقارنة معها. وتهنئة لتلفزيون المملكة على ما قدمه من برامج وحوارات ومشاهد في مقدمتها النقل المباشر من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف للصلوات المفروضة وصلاة القيام والتهجد مذيلة بالترجمة لعدة لغات، مما أسعد المسلمين في العالم أجمع .. وكل عام والجميع بخير إن شاء الله. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة