قال خبراء تكنولوجيون إن الفيروس «ستكسنيت» وهو من أخطر ديدان فيروسات الكمبيوتر التي جرى الكشف عنها أخيرا وأكثرها تطورا، يستهدف البنية التحتية ذات «القيمة الاستراتيجية العليا» في إيران ويعتقد أن دولة تقف وراءه. وذكر باحثون لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأن هذه أول مرة يجري فيها تطوير دودة فيروسية تستطيع استهداف بنية تحتية حقيقية، مثل محطات الطاقة ومحطات المياه والوحدات الصناعية. وجرى الكشف عن الفيروس لأول مرة في يونيو (حزيران) الماضي، وتمت دراسته بشكل مكثف منذ ذلك الحين. وأشار الخبراء إلى أن التعقيد الذي يتصف به الفيروس ستكسنيت، يشير إلى أن دولة تقف وراءه. وقال خبير الشركة الأمنية «سيمانتك» ليام أومروتشو، والذي رصد الدودة الفيروسية منذ اكتشافها أن «حقيقة أن نرى هذا العدد الكبير من الضربات الفيروسية في إيران أكثر من أي مكان آخر في العالم يجعلنا نفترض أن الفيروس يستهدف إيران، وأن في إيران ما هو ذا قيمة عالية جدا جدا، بغض النظر عمن يقف وراءه». وتكهن البعض أنه كان من الممكن أن يستهدف الفيروس تعطيل محطة بوشهر الإيرانية للطاقة النووية أو محطة تخصيب اليورانيوم في نطنز. ومع ذلك، فإن أومروتشو وآخرين، مثل الخبير الأمني بروس شنير، قالوا إنه لا توجد في الوقت الراهن أدلة كافية لاستخلاص استنتاجات حول المستهدف، ومن يقف وراء الفيروس. وخلافا لمعظم الفيروسات، فإن ستكسنيت يستهدف الأنظمة التي تكون عادة غير متصلة بشبكة الإنترنت لأسباب أمنية. وبدلا من ذلك فإنها تصيب الأجهزة عبر الذاكرة المتحركة USB والتي تستخدم عادة لنقل الملفات من أجهزة الكومبيوتر. وما أن يدخل الفيروس لمرة واحدة، فإنه يطور رمزا قادرا على إعادة برمجة ما يعرف ب «منطق التحكم» في الآلات الصناعية، وبالتالي تصدر لها تعليمات جديدة. ويقول أومروتشو إن برنامج «منطق التحكم» عادة يقوم بتشغيل وإيقاف المحركات، ويراقب درجة الحرارة، ويشغل أجهزة التبريد إذا ارتفع المؤشر عن درجة حرارة معينة. وأشار أومروتشو إلى أن من أنشأ هذه الدودة الفيروسية صرف جهدا «كبيرا» في إعدادها، «وهو مشروع كبير جدا، مخطط له وممول بشكل جيد للغاية»، فهو يتمتع بكمية من الرموز القادرة أن تسهل إصابة الأجهزة. وقال رالف لانغر، خبير في الكمبيوترات الصناعية في مقالة نشرت أخيرا على الإنترنت إن «التحليلات التي بحوزتنا الآن تدل على أن ستكسنيت هو هجوم تخريبي موجه يعتمد على معلومات من داخل المستهدف».