كم أتمنى أن يكون احتفالنا بيوم الوطن (الأول من الميزان) الذي يوافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر (أمس) بطريقة تختلف عن الطريقة التقليدية التي اتبعناها منذ ما يقارب النصف قرن تقريبا، فالحدث أكبر وأعظم من أن يتم الاحتفال به بهذه الطريقة، فهذا الحدث صنع دولة عصرية من شتات، ومن بدو رحل إلى كيانات بشرية متحضرة، ومن قوميات وأصول إلى جنسية واحدة، ومن إمارات متصارعة متحاربة إلى جيش واحد يذود عن أرض الوطن وطموحه، ومن شاب طموح كان يعيش مع أسرته في الكويت الشقيقة إلى زعيم ومؤسس لأعظم وحدة تمت في العصر الحديث لتكون من بعد: المملكة العربية السعودية. هذا الوطن الذي كان وسيبقى بإذن الله شامخا متماسكا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. ها هو في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد الأمين، والنائب الثاني قد أصبح ليومه الوطني وعلمه ونشيده احترامه ووسائل الاحتفاء به، وبات المواطن يتمتع بإجازة فيه، ولكن ليس هذا هو أقصى ما تتمناه أنفسنا لهذا الوطن الغالي؟! ما أتمناه شخصيا وكل مواطن صالح أن يتحول هذا الوطن إلى ورشة عمل ضخمة طوال العام في كل ما يسهم في تقدمه ونموه، ثم نتفرغ في يوم الوطن لنكرم المبدعين والمخترعين والناجحين في شتى المجالات، بما يمكن أن نسميه مثلا: وسام الوطن فرع الذرة. النينو... إلى آخر التخصصات التي ترفع من شأن الوطن علميا وتقنيا، وأن يشمل يوم الوطن كل احتفالات التكريم من مستوى المركز إلى مستوى المحافظة إلى مستوى الوطن، ليكون الاحتفال بيوم الوطن شعاعا باهرا على كل منجزات الوطن خلال عام... وهكذا، وطبعا أن يكون لهذا الوسام درجات، ويشمل مكافأة نقدية وامتيازات للفائز به ولأسرته مدى حياتهم؛ ليعرف المواطن الصالح أنه كلما أعطى وجد أن الوطن أكثر وفاء وعطاء، ليتولد عندنا جميعا حب الوطن والانتماء إليه بكل الإخلاص والتفاني. أعترف أن المقال عاطفي، بل ومشحون بالعاطفة! لا بأس، فلتكن هذه العاطفة نقطة تحول في أساليبنا وتعاملنا مع يوم الوطن. * مستشار إعلامي ص.ب 13237 جدة 21493 [email protected] فاكس: 026653126 للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 257 مسافة ثم الرسالة