أقلام تناثرت في بعض الصحف سخرت أحبارها للتحدث وتحت ستار المصلحة العامة وفي موضوعات حسم الجدل حيالها ومن أعلى السلطات التشريعية لدينا في الدولة؛ دون اعتبار لآراء وأفكار شرائح المجتمع ومكوناته التي أصبحت الدولة ذاتها أيدها الله بالاسلام تنظر إليه باحترام وتعتبره الأهم في منظومة عملية الإصلاح التي تشهدها مختلف قطاعاتنا والتي توجت ببث ثقافة الانتخابات في مجالس إدارات الغرف التجارية والمجالس الأدبية والرياضية إضافة إلى مجالس إدارات مؤسسات الطوافة والعاملة في خدمة حجاج بيت الله الحرام القادمين من الخارج وقد تكون لتلك الأقلام العذر حينما تطرح آراء تخص تلك المؤسسات ومن خلال أقلامها اللامعة في اتجاهات خاصة، أقول قد يكون لها العذر حينما تكون تلك الأقلام منتمية لأبناء طائفة المطوفين وممارسين لها ومتلمسين لجميع الإيجابيات والسلبيات التي تكتنفها ولا سيما في الفترة الراهنة ولديها القدرة على التمييز في أبسط معانيه دون النظر لمصالحها الشخصية!! لكن أن تكون تلك الأقلام ليست لها صلة لا من بعيد ولا من قريب بهذه المهنة التي شرف الله بها أهل مكةالمكرمة الكرام فهو أمر باتت واضحة غاياته والهدف منه!! فالمطالبة بالتمديد لمجالس إدارات مؤسسات الطوافة والتي تنتهي ولا يتهم عقب انتهاء موسم حج هذا العام 1431ه. يضع الكثير من علامات الاستفهام التي تستوجب استقصاء الأسباب الحقيقية وراء أمثال هذه المطالبات وما شابهها. ونحن كمنتمين لهذه المهنة التي شرفنا بها الله عز وجل لم ولن نبيح تواجد تلك الأقلام فنحن نعلم جيدًا انها طفيليات توالدت في مناخ شجعها على تطور سلالات منها فتارة بالجوانب الإنسانية وكأن المطوفين والمطوفات ينتسبون لجمعيات خيرية وتارة من خلال نقص الوعي وكأننا مجموعة من المراهقين وتارة من خلال الدفاع عن الحقوق وكأننا نعيش في مجتمع الاضطهاد أهم ما يميزه وتارة من خلال الإنجازات التي يستطيع بواب المؤسسة إنجازها فيما لو وجد الإمكانيات المادية التي امتلأت بها خزائن بعض مؤسسات الطوافة من محصلة مزايدات واستثمارات في الأراضي والإعاشة، ويعلم جميع المطوفين والمطوفات أن الدولة أيدها الله عندما تقر في تشريعاتها بث ثقافة (الانتخابات) في مؤسساتها وهيئاتها الحكومية لمست تغييرات إيجابية كثيرة أهمها هو القضاء على المحسوبية والمجاملة في تعيين أفراد في مناصب ربما لا يملكون القدرة على إدارتها وقد لا يتحملون المسؤولية بالصورة المطلوبة لأنهم يرون في عملهم تكليفًا اجباريًا لا اختيار لهم فيه كما أنه من الضروري أن يتاح للمطوفين والمطوفات طرح تطلعاتهم على الطاولة ولا سيما وأن الكثير من الوعود الانتخابية التي وعدت بها بعضًا من المجالس المنتخبة لتلك المؤسسات إبان الدورة الانتخابية السابقة لم يتحقق منها شيء كما أنه سبق وأن تم إعطاء المجالس الحالية الفرصة بالتمديد من السابق بحجة الانتهاء من إنجاز بعض المشروعات التطويرية والتي تم تمطيطها تمطيطًا لتستمر حتى الآن وهو ما يدعونا للمطالبة بالكف عن هرطقة تلك الأقلام التي تنادي بالتمديد لمجالس إدارات مؤسسات الطوافة ومطالبة وزارة الحج وهي الوزارة الموقرة التي تقع تحت مظلتها هذه المؤسسات بتحديد مواعيد تلك الانتخابات منذ الآن وإعلان الشروط العامة التنظيمية لها بكل وضوح، وأهمس في آذان الأصوات المطالبة بالتمديد لمجالس إدارات تلك المؤسسات بعبارة وردت في مقالة للكاتب المكي الأستاذ محمد الحساني منتقدًا أمثال تلك المؤسسات قائلًا: (إن الكتاب الذين يرضون على أنفسهم وأقلامهم أن تقوم بدور العلاقات العامة لصالح أي جهة لا يحترمون كلمتهم ولا قراءهم ولا يجدر بهم وبأمثالهم أن يكونوا من كتاب الصحف، ولكن الذي يجعل من نفسه زائدًا فإنه سيجد نفسه ذات يوم مبعثرًا على الأرض!). طارق حسني حسين - مكة المكرمة