حينما تحل علينا مناسبة اليوم الوطني العزيزة الغالية نسترجع فيها ذكريات ونستلهم منها دروسا وعبرا ،حيث جمع الله شمل هذه البلاد ووحد كلمتها ولم شتاتها في صورة وحدوية نادرة. المشروع الوحدوي العربي الكبير الذي قاده الملك عبد العزيز يبرز استحقاقه وتتعالى عظمته في مساحته الشاسعة وأطرافه المترامية وسلامة منهجه ووضوح رؤيته ووحدة قيادته ولحمة شعبه مع ولاة أمره. اليوم الوطني يمثل لنا كسعوديين ابتداء إنجازا عروبيا صادقا متميزا وشاهدا على قدرة العربي المسلم على صنع الوحدة المتمثلة في المملكة العربية السعودية من الضروري جدا أن نطلع الأجيال الحاضرة وأبناءنا على ما كانت تعيشه هذه الجزيرة قبل توحيدها على يد الملك الصالح عبد العزيز رحمه الله وطيب ثراه من تمزق وحروب طاحنة وفقر وفاقة حتى تدفقت الخيرات واجتمعت الكلمة والتمت القبائل المتناثرة والإمارات المتناحرة على كلمة سواء تحت راية: «لا إله إلا الله محمد رسول الله». فنعمت هذه القارة الواسعة بالأمن بعد أن ظلت عصورا تحت وطأة الخوف والفزع والحرب والفوضى. مناسبة اليوم الوطني تجديد لذكرى قيام هذه الدولة المباركة على يد الإمام محمد بن سعود حيث تعاهد مع الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب عليهما رحمه الله على نصرة الدعوة وإقامة الدولة وتصحيح العقيدة والعودة بالناس إلى صفاء المنهج الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم . لقد حقق الملك عبد العزيز رحمه الله بصلاح نيته وصدقه ما عجز عن تحقيقه الكثيرون من القادة فأفاض الله عليه من الخيرات وأجرى له الأرض عيونا وثراء. وطابت المملكة بالحرمين الشريفين اللذين لقيا كل الرعاية والاهتمام من لدن المؤسس رحمه الله ثم توالى الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله الذي نقل المملكة إلى مراحل متقدمة من هذا العالم. وأصبحت بلادنا ولله الحمد تمثل منارة عظمى من منارات العلم والثقافة والرقي في كافه المجالات التنموية. إن الحديث عن الملك عبد العزيز يظن البعض أن فيه شيئا من المبالغة والمديح الزائد لكن كثيرين من المنصفين والمستشرقين والسياسيين الأجانب قالوا كلمات تقطر صدقا وإنصافا عنه رحمه الله . وفي حقيقة الأمر لا نغير من قناعتنا بالملك عبد العزيز لكنها حقيقة تحمل ردا قويا على من لم يعلم حقيقة هذا الملك العظيم. يقول الكاتب الألماني إميل سوايزر: «قد يكون الملك عبد العزيز هو الرجل الوحيد الذي برز منذ ستة قرون في الجزيرة العربية». ويقول عنه الوزير الأمريكي المفوض برت فيش: «أثار إعجابي إحاطته بالمسائل الدولية، حتى لكأنه في وسط الجو الأوروبي وفي محيط السياسة العالمية. ومع الدهاء الذي تقتضيه الدبلوماسية والتعامل الدولي فقد قدم عبد العزيز قيمه الإسلامية فلم يسمح لنفسه أن يكذب قط بل كان يقول ما يمكن أن يقال صدقا ويسكت عما لا يحب قوله.. وهذا منتهى الحكمة والسياسة والأخلاق». ويقول عنه الكاتب الكبير عباس محمود العقاد رحمه الله «بطل الأمة من الأمم هو الرجل الذي يستجمع شخصه صفاتها ومزاياها على أتمها وأوضحها وأقواها، فهو مرشح بالفطرة لحكمها وقيادتها، وهي في هذه الحالة إنما يحكمها بنفسها وبمحض إرادتها حين يحكمها بأبرز صفاتها وأقوى مزاياها. وصاحب الجلالة الملك عبد العزيز آل سعود هو بهذه المثابة بطل الجزيرة العربية غير مدافع، أو هو العربي الأكبر في بلاده، لأنه يجمع في شخصه تلك الصفات والمزايا التي اشتهرت بها أمة العرب من قديم الزمان، فيدين له رعاياه لأنهم يدينون لأنفسهم أو يدينون لصفاتهم ومزاياهم، ويقوم حكمه على الطاعة الاختيار بهذا المعنى الأصيل من معاني الطاعة والاختيار». ويقول عنه مفتي الديار المصرية الشيخ محمد حسنين مخلوف رحمه الله «سمعته طيب الله ثراه يقول : إن نجاح المسلمين وخيرهم رهن بالوفاء لله تعالى بحقوقه التي افترضها على عباده، وما من شيء يحتاج إليه الإنسان في حياته في البدو والحضر إلا وقد جاء به شرع الرحمن، وإنه منذ حمل عبء الحكم في البلاد المقدسة لا يغمض له جفن ولا يشعر براحة وطمأنينة إلا إذا اطمأن إلى أنه وفى ما عاهد الله عليه، وهيهات أن يوفي، فهو دائما في حساب عسير لنفسه عما قدمت من عمل وما تركت من عمل».. حفظ الله بلادنا التى تزداد روابطنا بها في لحظة تنعم فيها بالخير والأمان ورغد العيش في ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة