أكد القائم بالأعمال والمستشار الإعلامي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في الأردن الدكتور علي بن محمد العباد أن السفارة السعودية في الأردن رفعت مستوى التنسيق مع الجهات ذات العلاقة في سبيل منع تكرار واقعة تكدس المعتمرين على الشريط الحدودي، وهناك نية لزيادة الطاقة الاستيعابية للحجاج والمعتمرين من الأردن والدول المجاورة. وقال في حوار مع «عكاظ» إن على الزائر السعودي للأردن فهم الأنظمة المعمول بها في البلد قبل دخوله، وحذر من وقوع بعض المواطنين فيما أسماه «حوادث مفتعلة» تهدف إلى ابتزازهم ماليا، وأوضح أن عدد السجناء السعوديين في الأردن قلة ومحكومياتهم بسيطة، وتطرق إلى أسباب تزايد عدد الطلاب والطالبات السعوديين في الأردن، وإقبال السعوديين على الاستطباب في المستشفيات الأردنية، مؤكدا أن قرب هذه الدولة سبب كافي لوجود أعداد كبيرة من السعوديين طالبي الدراسة والاستشفاء. إلى الحوار: • بداية، ما هي استعدادات السفارة السعودية في عمان لموسم الحج والعمرة؟ هناك استنفار في القسم القنصلي منذ فتح باب قبول تلقي طلبات العمرة، وهناك اتصالات مستمرة مع الجهات ذات العلاقة في الأردن لتنظيم حملات المعتمرين وطريقة تفويجهم، إلى جانب التنسيق الأمني بين البلدين لاستيعاب وتسهيل حركة المعتمرين جوا وبرا، وعادة ما يتركز دخول المعتمرين الأردنيين للأراضي السعوديه على شكل مجموعات أو حملات تنفذها شركات تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية الأردنية. وتنوي السفارة رفع مستوى التنسيق الثنائي مع جهات الاختصاص لمنع تكرار حادثة تكدس المعتمرين على الجانب الأردني عند الدخول عبر الحدود البرية للأراضي السعودية، بسبب بعض برامج العمرة التي كثيرا ما تتركز في عطلة نهاية الأسبوع، ووجود عدد كبير من معتمري الدول الأخرى التي تعبر الأراضي الأردنية وهو ما يسبب زحام الحافلات العابرة عند نقطة الحدود السعودية خاصة. وتعمل وزارة الداخلية السعودية حاليا، ممثلة في مديرية الجوازات وحرس الحدود مع مصلحة الجمارك لزيادة القدرة الاستيعابية وتوفير أجهزة حديثة إضافية لما هو أصلا موجود، على كل المنافذ البرية بين المملكة والدول المجاورة، ومن الطبيعي أن يستغرق تنفيذ ذلك بعض الوقت. • ماذا عن المشاكل التي تواجه المواطنيين السعوديين في الأردن، وماهي الإجراءات التي تتخذها السفاره في حال فقدان الجوازات؟ يحرص قسم شؤون السعوديين جاهدا ووفق الأمكانيات المتاحة على مساعدة المواطنين السعوديين في الأردن، ويتواصل بشكل دائم مع الجهات الأمنية في الأردن لمتابعة أوضاع السعوديين، ويحرص السفير شخصيا على متابعة أعمال هذا القسم بالذات ومدى تفاعله مع احتياجات المواطنيين الزائرين أو المقيمين أو الطلاب، وكثيرا ما يطلب مناقشة ملفات القضايا بوجود المسؤولين في القسم ومكتب المحاماة المتعاقد مع السفارة، وهناك قضايا كثيرة يقف عليها السفير بنفسه ويقابل المسؤولين في الجهة الأردنية ذات العلاقة ليتباحث معهم شخصيا في حلها. وبالنسبة لفقدان الجواز، فأؤكد لك أن قسم شؤون السعوديين لا يتأخر في إصدار تذكرة مرور للمواطن وأفراد أسرته لتسهيل رجوعهم إلى الوطن بكل يسر، وأنصح المواطنين الذين يفقدون جوازاتهم باتخاذ الخطوه الأولى والأهم، وهي سرعة إبلاغ أقرب قسم شرطة في الأردن والحصول على تقرير أمني بذلك، ومن ثم إبلاغ قسم شؤون السعوديين عبر الهاتف، كما يوجد مكتب محام خاص بالسفارة لمتابعة كل المشاكل التي يتعرض لها السعوديون في الأردن. • وماهي أبرز المشاكل التي تواجه السعوديين في الأردن؟ لا بد أن أشير هنا إلى أن عدم إلمام بعض الزوار والسائحين السعوديين بالأنظمة الأردنية، سبب رئيس لبعض الإشكاليات وخلق بعض المواقف غير المريحة لهم، وأنصح دائما بالبحث عن المعلومه قبل المجيء للأردن ومحاولة جمع كل المعلومات التي تهم الزائر، ويمكن زيارة السفارة لطلب المساعدة. ويمكن القول إن حوادث السير العادية أو المفتعلة هي الأكثر شيوعا بين المشاكل التي تواجه الزوار السعوديين، وأقصد بالمفتعله لجوء بعض غير المسؤولين و غير المحسوبين على المجتمع الأردني بافتعال حوادث سير مع السعوديين لابتزازهم ماديا، وتتعامل السفارة مع ذلك بشدة بالتعاون مع الجهات الأمنية الأردنية قبل أن تصبح ظاهرة ينتج عنها إفرازات غير مرغوبة، وللحق فإن الجهات الأمنية الأردنية تتعاون وبشكل جيد مع ما يحدث من قضايا ومشاكل أمنية للمواطنين السعوديين، كما أن المشاجرات العادية تعتبر جزءا من المشاكل التي تواجه السعوديين. • حدثنا عن مهام ودور القسم القنصلي في السفارة؟ مهام القسم القنصلي الرئيسية هي إصدار التأشيرات بأنواعها، إلى جانب تصديق الشهادات والوكالات وكل أنواع الوثائق القانونية التي تحتاج للتصديق أو التوثيق للجهات السعودية أو بطلب من الجهات الأردنية. • بصفتك مسؤولا عن الشؤون الإعلامية في السفارة، حدثنا عن هذا القسم والمهام التي يباشرها؟ القسم الإعلامي في السفارة شهد نشاطا وحراكا إعلاميا غير عادي خلال العام المنصرم، مقارنة بإمكاناته المتواضعة، واستطاع فتح قنوات تعاون مثمرة مع وسائل الإعلام الأردنية المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائل الإعلام السعودية الأخرى، وحرصا على التواصل معهم فيما يخدم سمعة المملكة في المحافل الدولية وتوضيح جهود المملكة الإنسانية ومواقفها المتعددة. • ماذا عن المشاريع الاستثمارية السعودية الأردنية؟ هناك استثمارات لرجال أعمال سعوديين في الأردن، وهناك استثمارات لأردنيين في السعودية، وتتركز الاستثمارات السعودية في الأردن في مصانع الأسمنت والصناعات التحويلية والمنتجعات السياحية والفنادق والمستشفيات والمصحات الطبية، كما يوجد تعاون اقتصادي جيد بين البلدين من خلال مجلس رجال الأعمال السعوديين الأردنيين. • وماذا عن السجناء السعوديين في الأردن؟ وهل تتابعون أحوالهم؟ السجناء السعويين في الأردن عددهم قليل جدا وتتمحور جرائمهم في الجنح البسيطة ومخالفات قانونية ناجمة عن عدم الإلمام بقوانين البلد، وهناك متابعة مستمرة لهم من قسم شؤون السعوديين وتصرف لهم مساعدات مالية لهم ويتم متابعة قضاياهم من قبل القسم بالتزامن مع جهود المحامي في المحاكم حتى صدور الأحكام، وغالبا ما تصدر بحقهم أحكام بسيطة. • كم عدد المبتعثين والدارسين السعوديين في الأردن؟ وهل هناك متابعة لهم من قبل السفارة؟ عدد الدارسين السعوديين في الأردن يتجاوز 6500 طالب وطالبة، بينهم دارسون على حسابهم الخاص ومبتعثون على حساب الدولة في جميع التخصصات، ويعود سبب تواجد هذا العدد الكبير من الطلاب إلى محدودية قدرة استيعاب الجامعات السعودية لخريجي الثانوية وقلة برامج الماجستير والدكتورة والأهم موقع الأردن الجغرافي المحاذي للمملكة، وهناك نشاط ملحوظ للملحقية الثقافية لمتابعة دراستهم، ويوجد ناديان للطلبة السعوديين في عمان وأربد يشاركان في مناسبات السفارة الرسمية. • يلاحظ الزائر للأردن كثرة السعوديين المراجعين للمستشفيات، ما هو سبب ذلك برأيكم؟ يعود ذلك إلى مستوى الخدمة الطبية الجيد والكوادر الطبية الأردنية المعروفة، ولكن وردت ومازالت ترد بعض الشكاوي من مبالغة مصحات أردنية في فواتير العلاج، والسفارة تحاول الاتصال بالجهات الصحية الرسمية الأردنية للوصول إلى حلول والحد من هذه الحالات، وأكثر مراجعي المستشفيات الأردنية من المناطق الشمالية في المملكة بسبب قرب المسافة، كما أن وجود الكوادر الطبية المميزة في الأردن وسرعة تشخيص الحالة وتواضع الخدمة الطبية في المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية في المناطق الشمالية من أسباب بحث المواطنين في المناطق الشمالية عن العلاج في الأردن. • أخيرا، ماذا عن الإمكانيات التي تتوفر للسفارة وهل لديكم نقص في الموظفين؟ السفارة تقوم بكل ما تستطيع القيام به وفقا لما لديها من إمكانيات لمساعدة المواطنين عند حاجتهم للمساعدة، وهناك دعم مالي وإداري من وزارة الخارجية للسفارة بشكل مستمر، كما أن متابعة سمو وكيل الوزارة الأمير خالد بن سعود بن خالد لأعمال البعثات الدبلوماسية وسؤاله الدائم عن احتياجات البعثات ذلل الكثير من معوقات العمل. ولا يوجد نقص في عدد الموظفين السعوديين أو المتعاقدين المحليين، وتقوم الكوادر الدبلوماسية العاملة في السفارة بمهامها على أكمل وجه.