أشار التقرير الذي نشرته صحيفة «عكاظ» في العدد رقم 16086 الصادر في 2/10/1431ه إلى فكرة إقامة «دكات الحارة» في كل حي واجتماع الأهالي في هذه الدكات لتبادل التهاني والاجتماع على موائد الإفطار وإقامة المسابقات والحفلات الإنشادية وتوزيع الألعاب على الأطفال، كما تنظم الجالية البرماوية خمس حفلات كبرى في أحيائها في مكة يجتمع فيها جميع أهالي هذه الأحياء وبمشاركة من عمد الأحياء والمسؤولين وعدد من المواطنين، وتنفذ في هذه الفعاليات برامج ترفيهية وتوجيهية تعزز قيم الولاء والوفاء لحكومة هذه البلاد وتحيي الكثير من القيم الاجتماعية التي نحتاجها في مثل هذه الأيام. فالعيد بكل بهجته ونضارته يبدد مساحات الملل في حياتنا ويزرع الأمل والتفاؤل والبسمة في نفوسنا، فتعود نفوسنا المرهقة تتذوق طعم وجودها من جديد، وكم في شريعة العيد من معان وأسرار لو تأملناها عرفنا سر هذا العيد في إضفاء روح السعادة بالطاعة وانسجام العمل بين الروح ومتطلبات البدن، فلله الحمد والشكر. كم نحن بحاجة وفي هذا العصر بالذات أن نعيد لهذا العيد معانيه ونرجع لمقاصده فنبعثها من جديد، ولقيمه فنحييها مرة أخرى، ولعل أبرز ملمح في حياتنا المعاصرة ومع دخولنا عصر التمدن والحياة المادية ذات الظلال القاتمة وتأثر العلاقات الفردية وعلاقات الجيران وأهالي الحي الواحد أصبح لزاما على المجتمع أن يفكر في وسائل وطرق جديدة لإعادة روح الأخوة والترابط والمحبة بين أفراد المجتمع، وخاصة في الأعياد والمناسبات. ولعلي أتطرق هنا إلى فكرة تبنتها جمعية مراكز الأحياء في مكةالمكرمة في عدد من أحيائها، بتوجيه ومتابعة إمارة منطقة مكة، وتقوم الجالية البرماوية بتفعيل هذه الحفلات في أحيائها ضمن سلسلة الحفلات المرسومة، ومن خلال وقوفي وحضوري العديد من هذه الحفلات قمت برصد هذه التجربة التي اعتبرها جديرة بالدراسة والرصد الاجتماعي لتصبح أنموذجا لحفلات المعايدة في جميع الأحياء والإفادة منها في رسم البرامج المماثلة. ومن منطلق تطوير هذه الحفلات وتعميمها أتمنى من الجهات الاجتماعية دراسة هذه الحفلات وتوثيقها ودعمها بما تحتاج، وعمل مسح لبرامجها لتتحول إلى أنموذج سنوي تنفذ في كل الأحياء والمناطق، فالتجربة الناجحة ستذهب سدى إذا لم توثق أو لم نستغلها في نجاحات أخرى.. أزجي شكري وتقديري لإمارة منطقة مكة وجمعية مراكز الأحياء وجميع العاملين في هذه الحفلات. صلاح عبدالشكور مكة المكرمة