شكلت هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة مكةالمكرمة، لجنة ثنائية يمثلها عضوان من دائرة التحقيق في قضايا الاعتداء على النفس، ودائرة التحقيق في قضايا العرض والأخلاق، لبحث أسباب وفاة الفتاة الجزائرية سارة مريس، بعد اكتشاف علاقة غير شرعية بينها ووافد يمني أثناء خلوتهما في غرفة الفندق. وأوضحت ل «عكاظ» مصادر مطلعة، عن تسجيل اعتراف المتهم الأول «عمار» في جريمة القتل، إذ اعترف بعلاقته غير الشرعية مع الفتاة منذ أواخر شهر رمضان الماضي، إضافة إلى تناوله العشاء معها قبل وفاتها بلحظات. وأكدت المصادر، أن فريق التحقيق أحرز ملابس الفتاة لوجود آثار لعينات تتعلق بأحد المتورطين في الجريمة، إذ جرى التحفظ عليها وإرسالها للتحليل المخبري لفحصها. وأشارت المصادر إلى وجود عراك وقع بين وافدين بغرض التحرش بالضحية، ما دعا الفتاة للهرب، لتلقى حتفها سقوطا من الدور السادس عشر، إذ باشرت الأجهزة الأمنية على الفور تطويق المنطقة والقبض عليهما. ولفتت المصادر إلى أن رجال البحث الجنائي لا يزالون يطاردون متهما من الجنسية البنجلاديشية هرب من موقع الحادثة، بعد أن تم القبض على ثلاثة من الجنسية ذاتها لإخضاعهم للتحقيقات ومعرفة مدى علاقتهم بالضحية. وأضافت المصادر، أن فريق التحقيق ينتظر نتائج الطب الشرعي بعد توجيه خطاب رسمي لإدارة الطب الشرعي بضرورة تشريح الجثة، والمتوقع الانتهاء منها خلال يومين. من جهته كشف ل «عكاظ» أبو مدين الخطيب «ولي أمر الفتاة الجزائرية» أنه سيتم دفن جثمانها في مكةالمكرمة، بعد أن يتم تحديد أسباب الوفاة، مضيفا أنه سيلتقي اليوم مسؤولي هيئة التحقيق والادعاء العام لمعرفة مجرى التحقيقات في القضية. وقال الخطيب: «إن تصرفات العاملين في الفندق ابتداء بمسؤولي الإدارة وانتهاء بعمال النظافة، إذ يدخلون غرف النزلاء دون استئذان وبطرق غريبة، وعندما اختفت سارة أبلغت مدير الفندق بالأمر، لكنه لم يخبر رجال الشرطة بذلك، و لم يتخذ أي احتياطات أمنية قد يكون لها الدور في منع حوادث السقوط أو الهرب». ولفت ولي أمر الفتاة والذي يعمل مهندسا متقاعدا في مجال تنقيب بترول، أنه يعمل حاليا على توكيل محام للترافع في القضية، إضافة إلى دعم قنصلية بلاده من أجل متابعة مجرى التحقيقات، خصوصا وأنه سيغادر الأراضي السعودية خلال أيام، لارتباطه بأعمال في فرنسا. وذهب الخطيب إلى أن الفتاة سارة تجيد الفنون القتالية منذ خمسة أعوام، منبها في الوقت ذاته إلى أنها لا تجيد اللغة العربية، على رغم أنها تحفظ أجزاء عدة من القرآن الكريم. من جانبه، أكد ل «عكاظ» الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان عدم صحة إجبار المعتمرين الجزائريين لمغادرة الأراضي السعودية. وقال الميمان: «إن رجال الأمن يتلقون التوجيهات من وزارة الداخلية للعمل على راحة ضيوف الرحمن ولا صحة لما أشيع في الصحف الجزائرية على الإطلاق وليس للشرطة علاقة بمغادرة المعتمرين». وأمام ذلك، نفى قنصل عام الجزائر لدى المملكة صالح عطية ما تناولته وسائل إعلام جزائرية حول عمليات المغادرة الإجبارية للحملات الجزائرية في مكةالمكرمة بعد حادثة مقتل الفتاة. وأكد ل «عكاظ» العطية، أن جميع الحملات غادرت بعد انتهاء فترة الإقامة المحددة لها بعد موسم رمضان بصفة عادية ولا وجود للإجبار على المغادرة من جانب أية جهة كانت، ولم يبق سوى ذوي الفتاة لاستكمال الإجراءات النظامية المتعلقة بالحادثة.