سكبت الروايات الخرافية والأساطير الشعبية حكاياتها حول قرية ردش التي تتبع محافظة ضمد، يأتي ذلك تفسيرا لوجود القلاع والحصون والمجسمات الأثرية في المنطقة دون أن يعكف الباحثون على دراستها. هذه القرية أطلق عليها ساكنوها عدة تسميات مثل المنجعية، والتي تعني المكان الذي يقصده الرعاة لرعي الأغنام، ثم لحقتها تسمية قديمة تعرف بالأرض المنحوسة، بسبب قصص الجن وسكن العفاريت فيها. ويشير أحمد ولي دشني (خبير في الموقع) إلى أن سبب التسمية بردش يعود إلى عام 1256ه عندما انتظم الأمر في التهائم للشريف ابن أبي مسمار، إذ كان عاملا على صبيا، وكانت أقرب الراويات ترجح بناءه للقصور والقلاع في المنطقة، وعمد إلى بناء حصن يحميه وقريته من الاعتداء. ويقول دشني «عندما كان يبنى سور حول حصنه وإتباعه بما يسمى قديما بالمعبيد والمقدر طوله بألف متر، كانوا يبنون جدار الحصن ويوشكون على إنهائه وعند غروب الشمس ردش البناء أو السور على الأرض ويعني بلهجة أهل المنطقة أنه وقع على الأرض، فيأمرهم بإعادة البناء من جديد». وبحسب رواية الشيخ حسن حفظي أن الجبل كان مسكونا بالجن وكانوا عندما يذهبون إلى منازلهم للراحة بعد عناء البناء المتواصل ورفع الأحجار، يعمد الجن إلى هدم الجدار في نفس اليوم، فأعلن حينها أبو مسمار أن القرية اسمها ردش. في حين لاتزال الحكايات الأسطورية تتداولها الأجيال والمكتوبة بحبر الرهبة والخوف، وخرافات يتداولها العامة عن حالات اختفاء رعاة الأغنام بالقرب من القرية. ويؤكد محمد إبراهيم حيدر (باحث أثري) أنه شاهد أشجار البشام في الموقع وهي تعطر المكان بالروائح العطرية المميزة، خلافا لجريان الوادي بجوار القصور الأثرية التي لاتزال صامدة أمام عوامل التعرية وعبث الإنسان في الطبيعة، التي لم تسلم منه المجسمات والحصون التراثية. ويقول حيدر إن مثل هذه المواقع مكانا مناسبا لدفع السياح والزوار لزيارتها، ما يعني ضرورة اهتمام الجهات المعنية بإعادة إحيائها وإيصال الخدمة لها، ليتسنى التعريف بها ومكانتها الأثرية في المملكة. من جهته يرى حسن محمد سيد (خبير في المنطقة) أهمية قصوى لصيانة المواقع الأثرية والمحافظة عليها، وتعريف الأجيال بمقتنيات المنطقة التراثيه، خصوصا أنها من الأراضي الزراعية الخصبة والتي يغذيها وادي ضمد.