اتجهت الأعمال الوعظية بقوة إلى مهرجانات الاحتفالات الشعبية بعيد الفطر، وتركزت في منشورات أغلبها ما يستحضر «عذاب القبر»، و«قصة الجنازة». وظهر هذا النوع من الأعمال في عدد من المناطق والمحافظات التي من بينها محافظة الكامل التابعة إداريا لمنطقة مكةالمكرمة، حيث وزعت لجنة التنمية الاجتماعية في المحافظة منشورات تركز على أهوال يوم الحساب، وما ينتظر المذنبين من عذاب في الآخرة. «عكاظ» من جهتها واجهت بذلك مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبد الله آل طاوي الذي شدد على أن «العيد مناسبة للفرح وليس التنفير»، مؤكدا بأنه سوف يطلب تقريرا مفصلا من القائمين على لجنة التنمية الاجتماعية في المحافظة. في المقابل، بررت لجنة التنمية توزيع هذا النوع من المنشورات الوعظية ب «توعية المجتمع بما لا يخالف الأنظمة والتعليمات» على حد تعبيرها، وبما وصفته ب«مواعظ بسيطة». فوجئ مواطنون في محافظة الكامل عند حضورهم عددا من احتفالات المحافظة بمناسبة عيد الفطر، بتسليمهم منشورات ومطبوعات تحوي مواعظ عن عذاب القبر وأسبابه وأخرى عن قصة جنازة من القائمين على تنظيم الاحتفال، وأبدوا ل «عكاظ» استغرابهم من توزيع هذه المطويات في هذا الوقت، مشيرين إلى استئناسهم بفرحة العيد وبحثهم عن ما يدخل الفرحة في نفوسهم في هذه المناسبة. وأوضح عدد من المواطنين في المحافظة أن لجنة التنمية الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية تدعم احتفالات العيد في المحافظة وتشرف على تنظيمها، حيث تنظم عددا من مخيمات العيد تقدم فيها محاضرات وأنشطة اقتصرت فحواها على توعية الشباب من مخاطر التدخين والمخدرات، والاتجاه إلى التدين، ما أدى إلى عزوف الشباب عن المشاركة في هذه المخيمات ليقتصر الحضور على كبار السن، ملمحين إلى أن نشاطات لجنة التنمية الاجتماعية يقتصر على الجوانب الدعوية بنسبة 70 في المائة. من جهته، قال مصدر في لجنة التنمية الاجتماعية في الكامل رفض الكشف عن اسمه إن «برامجنا في احتفالات العيد نظامية وليست موجهة، بل هي متنوعة تراثية، يضاف إليها بعض المواعظ البسيطة. وبسؤال مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة عبدالله أل طاوي، أكد ل «عكاظ» أنه سوف يطلب تقريرا مفصلا من القائمين على لجنة التنمية الاجتماعية في المحافظة والتي تتبع الشؤون الاجتماعية، عن توزيع المواعظ على المواطنين داخل مخيمات العيد، وأضاف «مثل هذه الأمور خارجة عن نطاق عملهم الآن، لأن أفراح العيد يجب أن تقتصر على إدخال البهجة والسرور، والمواعظ والمنشورات التوعوية يجب أن تكون داخل المساجد، وتتولى شأنها وزارة الشؤون الإسلامية»، مشيرا إلى أن «لجان التنمية الاجتماعية لها الحق في الإشراف على مهرجانات العيد وتنظيمها، على أن تكون البرامج المقدمة في هذه المناسبة متعلقة بالفرحة وجذب المواطنين لهذه الاحتفالات بدلا من تنفيرهم».