أيامٌ قلائل .. وتُطلّ علينا مناسبةٌ سعيدة .. مجيدة مناسبة حلول عيد الفطر السعيد .. فأهلاً بالزائر اللطيف .. والضيف الظريف .. ذلك القادم الذي يطرق الأبواب حاملاً معه تباشير الخير والأنس .. والبهجة وتلك الفرحة التي ترفرف على قلوبنا .. منازلنا .. لقيانا فتكسبها لونها الزاهي الفريد .. لون المحبّة والتواصل الجميل .. العيد في معانيه السامية العظيمة ضيافةٌ من الرحمن تعالى لعباده المسلمين .. بعد انقضاء شهر الصوم والعبادة .. شهر رمضان الكريم .. ضيافةٌ كريمة يتواصل فيها الناس .. عبر اجتماعاتٍ عائليّة .. وزياراتٍ وديّة .. وتبريكاتٍ متبادلة .. يعمّها الخير والصفاء .. بقلوبٍ مبتهجة أتت لتبحث عن ابتسامة صادقة .. وأجواء حميمة تُنسيها هموم الحياة قليلا .. يُشكّل العيد منعطفاً جميلاً في حياتنا .. تتغيّر فيه يومياتنا .. لتصبح بمذاقٍ مختلف .. ونكهة مختلفة تحتم علينا أن نعيشه كما يستحق .. وكما تستحق قلوبنا .. بعيداً عن المظاهر .. والتصنّع .. وإرهاق النفس بالمجاملات .. فرحة العيد .. أن نعيشه بتفاصيله .. بلحظاته وأيامه المعدودة التي تستحق الاحتفاء فهو كالطيف يمرّ سريعاً لايترك لنا سوى الذكرى .. فرحة العيد .. أن نتعاطف مع المحتاجين ونمدّ لهم يد المحبّة والإخاء والرحمة .. ففي زكاة الفطر .. تعاطفٌ وألفة .. وفي بسمة الفقراء مايشعرنا بالطعم الحقيقي للسعادة .. فرحة العيد .. في بسمات أطفالنا الصغار حين نراهم يركضون حولنا فرحين بملابسهم الجديدة .. وبأيديهم يحملون " عيّدياتهم " فرحة العيد .. في زيارةٍ لكبير .. أشغلتنا عنه أعباء الحياة .. زمناً طويلاً .. فما عدنا نعرف ما أصبحت عليه حاله .. وإلى أين استقرّ مآله .. فرحة العيد .. أن نُشرع نوافذ الودّ والتسامح والصفاء مع كل من حولنا .. لتكون هذه المناسبة العظيمة انطلاقة خير .. لعلاقاتٍ أكثر تماسكاً .. وألفة .. وإخاءَ .. إن هذه المعاني الجميلة .. العظيمة هي الوقود الحقيقي لبهجة العيد .. ومتعته .. إضاءة للشاعر .. عبدالرحيم الصغير .. أقبلَ العيدُ يُغَنِّي كالربيع ِ المُطمئنِّ ضمَّ طفلا ً يرتدِي ثوبَ الأماني والتمَنِّي وفتىً بعدَ غيابٍ عادَ يمحو كُلَّ حُزنِ وفقيرًا نظرَ الناسُ لهُ بعدَ تأنِّي ولقاءً بينَ خَصمين على وُدٍّ وأمن ِ هكذا يستنفِرُ العيدُ لدَينا كُلَّ حُسن ِ إنّما العيدُ رضاءُ النفس ِ يُنسيها التجَنِّي ثم يُحصي ما رآها هدَمتْ ظُلمًا لتبنِي كل عام وأنتم بخير صالح بن هادي الحبابي تربوي وإعلامي