أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي أن المملكة سنت سنة حسنة في هذا العصر بموقفها المشرف من نكبة باكستان، بمعوناتها المادية والمعنوية، قياما بحق إخوة الإسلام، ورجاء الثواب من الله عز وجل، كما هو عادتها في مواقفها المشرفة المماثلة مع بلاد المسلمين المنكوبة، و«سيجد ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة كل ذلك في صحائف أعمالهم عندما يجزي الله المؤمنين المحسنين، وأن مثل هذه المواقف النبيلة تشكر عليها المملكة وتذكر لها بأحسن الذكر، زادها الله من الأعمال الصالحة، ونفع بها المسلمين ونصر لخادم الحرمين الشريفين الدين». وخاطب الحذيفي المسلمين في خطبة عيد الفطر، بقوله: «إن عيدكم هذا عيد عظيم في يوم كريم، فما أعظم حكمة الله، وما أكمل تشريعه، وما اجل قدرته سبحانه وتعالى، بالأمس فرض الله الصيام، واليوم أوجب الله الفطر والتمتع بالشراب والطعام، ليعلم العباد بأنهم مكلفون مأمورون محكومون بأمر خالقهم، وليتيقنوا بأن ربهم رحيم بهم عليم بما يصلحهم، يشكر العمل القليل ويثيب عليه الثواب الجليل، والله ينقل عبيده من حال إلى حال فرضا ونفلا، ويمكنهم من الاستمتاع بالطيبات معونة منه سبحانه على عبادته، وليس في حياة المسلم الحق فراغا ولا مللا ولا ضياعا»، مشيرا إلى أن حكمة الله البالغة إن هدى المسلم في هذا اليوم إلى أن يبدأ فيه بصلاة العيد فاتحة لما أباح الله له من الطيبات بعد الصيام، ليكون جامعا بين القيام بالأعمال الصالحة وبين تسخير الطيبات في الدنيا، فيما يعينه على دينه وينفعه في دنياه، موضحا أن الله قضى شرعا وقدرا أن يكون لكل أمة عيد يكون طهرا، وزكاة، وبهجة، وسرورا، وتراحما، وتعاطفا، وخيرا، وما لم يشرعه الله من العيد لا يزكي نفسا، ولا يقيم خلقا، بل هو شر ووبال، مشيرا إلى أن التكافل الاجتماعي الإسلامي حين يتذكر المسلم مع فرحه بالعيد إخوانه الذين حرموا من التمتع بمباهج العيد فيعطف عليهم. وحث إمام المسجد النبوي على الصلاة، وأداء زكاة المال، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان للفقراء والأيتام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبناء المعاملات بالصدق والوفاء، وحفظ الحقوق، وتحسين الأخلاق، والتعاون، محذرا من الشرك، والزنا، والربا، وظلم الغير في أموالهم وحقوقهم، والنميمة، وفساد الدين والدنيا، والمسكرات، والمخدرات، الخيلاء، والكبر، مطالبا بتربية الشباب على المنهج الإسلامي السوي، وإعطاء المرأة حقوقها المحفوظة في الإسلام، وحث على شكر الله، وعلى نعمة الأمن. واختتم الحذيفي خطبته قائلا: «تعاونوا على الخير، وعلى ما فيه عز دينكم وصلاح دنياكم، وعلى ما فيه الخير لشعوبكم وللبشرية، فقد نلتم كل ما تحبون باسم الإسلام فأعطوه ما يحب وأنصفوه وأعزوه يعزكم الله، واحتكموا إلى شريعة الإسلام العادلة الحكيمة الرحيمة الرشيدة، ودعوا كل ما يخالفها، وتراحموا بينكم وتعاطفوا، وقووا روابط الخير والتواصل والأخوة بينكم، وليقف بعضكم بجانب بعض في النكبات والشدائد».