يعيش ثلاثة شبان وشقيقاتهم الثلاث غرباء في وطنهم، محرومين من الحقوق كافة المستحقة لمن يحمل الجنسية السعودية، لأنهم ببساطة لا يحملون وثائق تثبت انتسابهم إليها، على رغم أن والدهم الراحل قبل 11 عاما سعودي بموجب وثائق رسمية. لا علاج لا تعليم، وحتما لا عمل في قطاع حكومي أو خاص، ولا أشياء كثيرة يستحقها كل مواطن، أبسطها الحرية في التنقل من منطقة لأخرى، هكذا يحيا الشاب سلطان هادي العمري، المتزوج والأب لخمسة أطفال، وكذلك شقيقاه موسى وعلي، وشقيقاته جميلة وصالحة ونوال. شكا سلطان العمري ل «عكاظ» قسوة أن يعيش الإنسان في وطنه مجهولا. وحكى لها عن أمله في أن يحصل هو وأشقاؤه على وثائق هوية رسمية تعيد إليهم حقوقهم الطبيعية المشروعة لهم ولغيرهم من مواطني المملكة العربية السعودية، ويروي تفاصيل رحلته المستمرة منذ 11 عاما لنيل الاعتراف بمواطنته. يقول العمري: «والدي سعودي الجنسية بموجب حفيظة النفوس رقم 31358 الصادرة من مدينة جدة في العام 1377ه، وأضاف والدتي وشقيقي الزاهد وشقيقتي انتصار إلى الحفيظة، لكنه توفي قبل 11 عاما من دون إضافتي وبقية أشقائي وشقيقاتي إليها»، مشيرا إلى أن لديه أخا من والده يعمل أكاديميا في جامعة الملك سعود، لتمتعه بالجنسية السعودية. ويضيف: «تقدمت بطلب للأحوال المدنية في محافظة صبيا رقمه 5755 وتاريخه 13 محرم 1423ه، فأحالوا معاملتي إلى إدارة الأحوال المدنية في مدينة جازان، ومنها أحيلت المعاملة إلى الرياض في 11/10/1426ه، ومن ذلك التاريخ ونحن نطالب بهويتنا السعودية». ويستطرد العمري في شرح قضيته وأشقائه وشقيقاته: «أصبحنا مجهولين في بلدنا، وتعبت من المراجعات بين الرياض وجازان، إذ أتنقل بواسطة تصريح مؤقت، حتى لقمة العيش أصبح الحصول عليها صعبا». ويوجه السؤال إلى من يعنيه الأمر: «ما هو سبب عدم منحنا جنسيتنا السعودية؟» ويتبعه بالنداء: «أناشد المسؤولين بمنحنا جنسيتنا السعودية المحرومين منها من دون أسباب». إلى ذلك، أوضح مدير الأحوال المدنية في محافظة صبيا محطلم المدني، أن قضية المواطن سلطان العمري وأشقائه وشقيقاته أحيلت من أحوال صبيا إلى إدارة الأحوال في منطقة جازان، ومنها إلى وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية في الرياض للنظر فيها، مؤكدا أن إدارته لم تتلق إلى الآن أي رد حيالها.