أدت المعاملة الحسنة من قبل الصينيين العاملين في مشروع قطار المشاعر الذين دخلوا في الإسلام العام الماضي لزملائهم غير المسلمين، إلى دخول 18 مهندسا وعاملا صينيا الأسبوع الماضي. وشهدت «عكاظ» لحظة إعلان دخول المهندسين والعمال الانضمام إلى الدين الحنيف، حينما أنطقهم أستاذ القضاء في جامعة أم القرى ومدير فرع المكتب التعاوني لتوعية الجاليات في الشرائع الدكتور ستر الجعيد الشهادتين، وسط فرحة غامرة احتفل بها المكتب بشرح أركان الإسلام وتوزيع الكتب التي تشرح لهم ذلك كما وزع عليهم الهدايا. وطرحت «عكاظ» سؤالا على المسلمين الجدد حول السبب الذي أدى بهم إلى الدخول في الاسلام، فأكدوا أن المعاملة الحسنة التي وجدوها من قبل زملائهم الصينيين الذين دخلوا في الإسلام العام الماضي، هي من حققت ذلك، «زملاؤنا تغير سلوكهم معنا وتغيرت حياتهم إلى الأحسن بعد الدخول في الإسلام، وقد تشاورنا مع أهالينا في الصين وباركوا خطواتنا، لذلك اتصلنا بالإخوان في المكتب التعاوني وأعلنا دخولنا في الإسلام عن قناعة، ووجدنا في الدين الإسلامي معاني سامية لم نجدها في غيره من الأديان وخاصة مشروع الزكاة الذي يمثل أسمى معاني التكافل بين أفراد المجتمع، كما أن إخلاص العبادة الذي يتميز بها المسلم في كون أن الإنسان يخلص العبادة لله وحده دفعتنا إلى الولوج في الدين على نحو سهل». ويقف وراء دخول الصينيين العاملين في قطار المشاعر قصة، إذ إن أستاذا للقضاء عاش بين الصينيين منذ قدومهم واختلط بهم وأصبحوا يألفونه ويألفهم رغم أنه لا يجيد لغتهم ولكن الابتسامة التي لا تفارق محياه جعلتهم يبادلونه بها، إنه أستاذ القضاء في جامعة أم القرى ومدير فرع المكتب التعاوني لتوعية الجاليات في الشرائع الدكتور ستر الجعيد، الذي يروي حكاية نشر الإسلام بين العمال الصينيين قائلا: «منذ استلام الشركة الصينية مشروع قطار المشاعر ونظرا لقرب المشروع من مكتبنا التعاوني في الشرائع قررنا أن ندعوهم إلى الإسلام، فبارك الله في جهودنا رغم قلة الإمكانات وقد كانت المشكلة التي تواجهنا هي اللغة واستعنا بأحد المترجمين ليساعدنا في ذلك، كما أن سماحة الدين الإسلامي والأخلاق العالية التي يتمتع بها المسلم ساهمت في انتشار الإسلام بين الصينيين، فهم شعب عجيب يحب النظام ويحب الصدق، وهم يتمتعون بصفات جميلة فطرية ونتيجة لاتصافهم بهذه الصفات انتشر الإسلام بينهم، حيث إنهم يقولون لنا أنتم تتعبون من أجلنا وتقدمون لنا ما نحتاجه، فإذا كان دينكم بهذه السماحة وهذه الأخلاق فحريا بنا أن نتبعه، وقد بدأ دخولهم في الإسلام جماعات ليبلغ عدد من أسلم من عمال الشركة 1400 شخص». وأوضح الجعيد، أن التمر والقهوة أصبحتا المشروب المفضل لدى الصينيين، حيث إنهم أصبحوا يسألون عنها بشكل مستمر فقد أحبوها. وذكر مدير مكتب توعية الجاليات في الشرائع، أن المكتب ساهم العام الماضي في تأدية 366 مسلما من الصينيين لمناسك الحج، وقد كانت سعادتهم غامره وكبيرة، وهم أصبحوا الآن يعلمون أن العمل الذي يؤدونه وهو قطار المشاعر المقدسة، سيساهم في مساعدة المسلمين على أداء فريضة الحج، فسعادتهم لا توصف وهم يرون بأن ما ينفذونه سيسعد حجاج بيت الله الحرام. ويضيف الجعيد، إن المهندسين والعمال أنشأوا مصلى وقاعة للبرامج التعليمية داخل الشركة نفذت فيها بعض البرامج، «لكن ونظرا لقلة الإمكانات حيث إننا بنيناها من الخيام، فقد عصفت بها الأعاصير خلال الأيام الماضية ونحن نبحث عن متبرع لبناء مسجد كبير وقاعة تعليمية وثقافية للمسلمين الجدد». وأشار مدير مكتب توعية الجاليات في الشرائع، إلى أنه يتم توزيع أكثر من 700 وجبة إفطار صائم يوميا في مقر الشركة بإشراف عدد من المتطوعين. وطالب الجعيد بضرورة المساهمة في دعوة المتعطشين إلى الإسلام وضرورة المساهمة من قبل كل من يجد في نفسه القدرة على القيام بذلك وخاصة المترجمين وأصحاب رؤوس الأموال، فعلى الرغم من مشاركة البعض في برامج دعوية إلا أنه يظل قليل في ظل العمل الكبير الذي ينتظر أن ننفذه لدعوتهم للإسلام وتثبيت المسلمين الجدد ومتابعتهم.