أشهر 20 صينيا من كبار مهندسي مشروع قطار المشاعر المقدسة إسلامهم في وقت واحد ونطقوا الشهادتين إيذانا بانضمامهم إلى ألفي مسلم جديد من العاملين في المشروع من أصل ستة آلاف مهندس وعامل. «عكاظ» رصدت ما دار في إحدى القاعات التعليمية في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في الشرائع في مقر الشركة، حيث أشار المشرفون على دعوة الجالية الصينية أنه أعد برنامج تعليمي خاص للمهندسين ال 20 تضمن شرحا للشهادتين قبل أن يلقنهم إياها الشيخ زيد العتيبي، وشرح طريقة الوضوء عمليا، وتعلم حروف اللغة العربية، وكلمة توجيهية من أحد الدعاة الصينيين، كما أقيم مصلى في مقر المشروع للمسلمين الجدد. لكن المشرف على دعوة الجالية الصينية في عرفة المهندس مهنا الحربي أوضح أنهم في حاجة ماسة إلى «مصادر تعلم لتساعدنا على تعليم المسلمين الجدد أمور الدين وقواعد اللغة العربية، خاصة أن الصينيين يهتمون بالتقنية، ونتمنى من يساعدنا على إقامة المركز في مقر المشروع، ونحتاج أيضا إلى الكتب المترجمة باللغة الصينية، ومترجمين»، موضحا أن المكتب يقيم يوميا مائدة تقدم 400 وجبة إفطار صائم في مقرين لإفطار الصائمين في مقر عملهم، وقام بتحجيج 550 مسلما جديدا من الصينيين. ولاعتناق الصينيين العاملين في قطار المشاعر قصة، حيث إن أستاذا للقضاء عاش بين الصينيين منذ قدومهم واختلط بهم، وأصبحوا يألفونه رغم أنه لا يجيد لغتهم، فهو صاحب ابتسامة لا تفارقه فبادلوه بها، إنه أستاذ القضاء في جامعة أم القرى ومدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في شرائع مكة الدكتور ستر الجعيد. ويروي الجعيد حكاية نشر الإسلام بين العمال الصينيين بقوله: «منذ استلام الشركة الصينية مشروع قطار المشاعر، ونظرا لقرب المشروع من المكتب في الشرائع حاولنا دعوتهم للإسلام، فبارك الله في جهود العاملين في المكتب رغم قلة الإمكانات، وكانت المشكلة التي تواجهنا في اللغة الصينية، فاستعنا ببعض المترجمين في ذلك». وأكد الجعيد أن «سماحة الدين والأخلاق العالية التي يتمتع بها المسلم ساهمت في انتشار الإسلام بين الصينيين»، مشيرا إلى أن الصينيين «شعب يحب النظام والصدق، ويتمتعون بصفات فطرية جميلة، ونتيجة لاتصافهم بهذه الصفات انتشر الإسلام بينهم، حيث إنهم قالوا لنا: أنتم تتعبون من أجلنا وتقدمون لنا ما نحتاجه، فإذا كان دينكم بهذه السماحة وهذه الأخلاق فحري بنا أن نتبعه، ليدخلوا الإسلام جماعات، حتى وصلوا إلى ألفي مسلم جديد منذ بداية المشروع». وأجمع المهندسون ال 20 بكلمات واحدة، أن اعتناقهم للدين وفي المملكة جاء لما يعيشه السعوديون والمقيمون فيها من أمن وأمان «لا حظنا الحب الذي يبادله الشعب لقائدهم، ووجدنا راحة واطمئنانا لم نشاهدها في بلدان عديدة، فتعرفنا أن ذلك بسبب الدين الإسلامي الذي يجعل العلاقة قوية بين الحاكم والمحكوم، ويحث عن الأمن والأمان، فاعتنقناه عن قناعة». وأوضح «عبدالله».. أحد المهندسين ال 20 أنه قبل قدومه من بلاده للعمل في مشروع القطار بدأ يبحث في الإنترنت عن معلومات عن مكة وأبرز ما فيها، فوجد أنها معقل الإسلام وبها الكعبة المشرفة، ومع ذلك لم يخلد بذهنه أنه سوف يعتنق الإسلام، كما أنه لم ير بعد قدومه المظاهرات في الشوارع كما هي في بلاده وبلدان أخرى، وعندما سأل عن سبب ذلك أجابه دعاة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات أن الإسلام يحث المسلم على طاعة ولي الأمر، والتعاون مع إخوانه ومواطنيه، والتعامل الحسن مع غير المسلم. آخر أسمى نفسه زيدا بعد إسلامه، يؤكد أنه أعجب بسلوك أحد العاملين في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات زيد العتيبي، وتعامله الراقي مع العاملين في المشروع وخاصة غير المسلمين، معتبرا أنه السبب الرئيس في اعتناقه الإسلام.