فعلا، كان هناك ما يستدعي القلق. لم تكن ثمة مبالغة حين أشرت في مقال (منعطف بندة) أن نجاح أو فشل هذه التجربة سوف يحدد الكثير من ملامح مستقبل المرأة الوظيفي، أو مستقبلها الحياتي بشكل أدق وأعم.. حاولت أن أتابع بأناة طبيعة الردود التفاعلية مع ذلك المقال، وبقية المقالات للزملاء والزميلات في كل الصحف السعودية، صحيح أن عدد الردود لا يمكن أن يكون ممثلا لكل المجتمع أو غالبيته، لكنه يعطي مؤشرا للتحولات في التعاطي مع قضايانا الاجتماعية.. الكثير من القراء والقارئات قالوا: خلاص، طفشنا، زهقنا من التعطيل والوصاية وتشويه المجتمع. وقالت الفتاة السعودية كلمتها الفصل بأنها لا بد أن تعمل، وأن عملها ليس لإثبات الذات فقط، بل للحاجة الماسة إلى العمل. أعجبني تصريح لإحدى الفتيات خاطبت من خلاله الممانعين لعملها، قائلة: أنتم تنعمون بحياة مرهفة، وبيوتكم الفارهة مليئة بالخدم، وأرصدتكم متخمة. نحن نبحث عن لقمة العيش، نحن نعول أسرا تعيش حياة الفقر والشظف. شهاداتنا التي حصلنا عليها بعد تعب وعناء لا بد أن تساعدنا على العيش الكريم، نرجوكم أن تبتعدوا عن طريقنا. فعلا، الأمر قريب جدا مما قالته هذه الفتاة، فالمتحدثون عن كل المفاسد التي سيجلبها عمل المرأة لا يشعرون بمرارة الحياة مع الفقر والحاجة. هؤلاء لا يمشون في أزقة الحواري التي تتضور أمعاؤها، ولا يعرفون ماذا يحدث خلف الأبواب من مآس كان بالإمكان تفاديها .. الآن، لا يهم إن عرفوا أو لم يعرفوا لأن المجتمع قال كلمته واتخذ قراره. كم كنت سعيدا وأنا أشاهد أكثر من فتاة في أكثر من موقع وقد تجاوزت معضلة «الكاشير» بثقة وأدب واحترام. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة