بدأت لجنة الظواهر السلبية مهامها قبل ست سنوات، وسميت لجنة مكافحة الظواهر السلبية للحد من الأعمال غير المقبولة التي تنتشر في المنطقة المركزية للحرم المكي من البيع العشوائي، التسول، الافتراش ودفع العربات غير المرخصة وغيرها من الظواهر التي تشوه المنظر العام. تشرف على اللجنة إمارة منطقة مكةالمكرمة وبمشاركة تسع جهات حكومية من الشرطة، الجوازات، أمانة العاصمة المقدسة، إدارة المجاهدين، مكتب مكافحة التسول، وزارة التجارة، مرور العاصمة المقدسة، وزارة الحج، ورئاسة شؤون المسجد الحرام. وتتضاعف جهودها في رمضان والحج للوقوف في وجه التصرفات الخاطئة عبر انتشار كثيف للفرق على محيط المسجد الحرام . «عكاظ» جالت بالأمس على المنطقة المركزية للحرم المكي برفقة مساعد رئيس لجنة مكافحة الظواهر السلبية في مكةالمكرمة محمد بن غدران الغامدي الذي أوضح أن اللجنة تؤدي مهماتها على مدار العام «إلا أن الجهود تتكثف في رمضان ويتحول العمل إلى تأهب على مدى 24 ساعة من خلال أربع ورديات مقسمة على ست مناطق: أجياد، منطقة المسيال، شارع إبراهيم الخليل، الشبيكة، الراقوبة، ومنطقة الغزة، ويتواجد في كل منطقة فريق عمل يتولى القبض على المخالفات والمخالفين الذين ما أن يتم إيقافهم حتى يحالون إلى جهات الاختصاص لتطبيق العقوبات بحقهم. خلال الجولة في المنطقة المركزية، التقينا بعدد من أعضاء اللجنة من الشرطة وإدارة المجاهدين والمرور حيث ظهر التكاتف بين الأعضاء وتوزيع المهمات بطرق منهجية ومدروسة وبقوة كاملة وهنا أبان الغامدي «القوة المشاركة من الجهات ذات عدد جيد إذ أن الشرطة تدعم اللجنة ب 270 رجل أمن والأمانة ب 350 موظفا والمرور ب 18 رجلا والجوازات ب 18 رجلا و 28 موظفا من وزارة الحج و 35 من إدارة المجاهدين و 10 من مكتب مكافحة التسول، جميعها تؤدي مهماتها وفق آليات وتدابير تتخذها اللجنة للحد من الظواهر السلبية بالتنسيق مع الجهات القيادية. ورصدت كاميرا «عكاظ» خلو المنطقة المركزية تماما من الظواهر السلبية التي كانت موجودة في الأعوام السابقة من البيع الجائل والافتراش والتسول، وهنا أكد مساعد رئيس لجنة مكافحة الظواهر السلبية في المنطقة المركزية للحرم المكي أن «اللجنة هذا العام نفذت جهود كبيرة ومميزة من الضرب بيد من حديد على الظواهر السلبية التي كانت موجودة في الأعوام السابقة من خلال الخطط التي وضعت على أعلى مستوى وطبقت بشكل مميز، مما أسهم في انعدام الظواهر التي تسعى اللجنة على منعها مطلقا في المنطقة المركزية بشكل خاص لتهيئة الأجواء الروحانية لقاصدي بيت الله الحرام». لكن الغامدي عاد ليكشف «تم القبض على 29 ألف حالة من سعوديين وأجانب خلال الفترة الماضية ممن يزاولون تصرفات تصب في خانة الظواهر السلبية وتمت إحالة المواطنين إلى أقسام الشرطة، بينما الأجانب تمت إحالتهم إلى إدارة الترحيل لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم». في أثناء سيرنا يقف مجموعة من الشباب السعوديين على قرب من ساحات المسجد الحرام للعمل في دفع العربات، إلا أنهم فور مشاهدتهم لأفراد اللجنة لاذوا بالفرار خوفا من مصادرة عرباتهم، وهنا ذكر مساعد رئيس لجنة مكافحة الظواهر السلبية «الشباب الذين يتدفقون على الساحات من أجل دفع العربات وبإعداد كبيرة معظمهم صغار سن ومن طلبة مدارس، إلا أن اللجنة تعمل جاهدة على إيقاف زحفهم، حيث تم مصادرة أكثر من 331 ألف عربة خلال عامين ونصف ونحن لا نمنعهم من العمل في دفع العربات حينما تكون المسألة مرتبطة بالطرق النظامية، إذ أن هناك عربات مخصصة من قبل الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والتي توفر عربات لكبار السن والمرضى وهناك شباب يعملون وفق التنظيم الخاص بذلك». ما شد عدسة «عكاظ» وقوف عمال النظافة بزيهم البرتقالي الرسمي، وقد استبدلوا عربات جمع القمامة، بحقائب المسافرين التي يوصلونها للفنادق وللشقق، بينما البعض منهم يقف بعينين يكسوها الخجل وطلب المال بطريقة راقية من قاصدي بيت الله الحرام عن طريق الابتسام في وجوههم أو السلام عليهم، الأمر الذي يشكل مظهرا سلبيا وتسولا علنيا، وعند سؤال الغامدي عن ما تشكله تلك العمالة من ظاهرة سلبية أفاد «اللجنة خاطبت الشركة والجهة المسؤولة لإيقاف العمالة التي تركت مهماتها الرئيسة في النظافة إلى حمل الحقائب والتسول، إلا أننا لم نجد تجاوبا حتى الآن». دائما ما تقف عوائق تواجه أي عمل إلا أن الوقفة الصادقة والعمل الدؤوب يحول دون وقوفه مما يكسب النتائج الإيجابية، وهنا يقول مساعد رئيس لجنة مكافحة الظواهر السلبية في مكة «اللجنة تواجه قلة في الإمكانيات البشرية والآليات في الأيام العادية خلاف المواسم الذي يتم فيها الدعم من قبل الجهات المشاركة، مما يستوجب أن يكون هناك دعم وافر على مدار العام كذلك قلة الدعم الإعلامي من وسائل الإعلام المختلفة لإفهام المخالفين بالمخاطر والسلبيات التي توجدها الظواهر السلبية لرواد بيت الله الحرام والمظهر العام وتحتاج اللجنة إلى تعاون من قبل الشؤون الصحية لتكون من ضمن اللجنة، وكذلك الجمعيات الخيرية والتي يتطلب وجود منسق لها لدعمنا بالعربات التي يتم مصادرتها».