شهد الحرم المكي الشريف البارحة الأولى تكريم 952 حافظا لكتاب الله من طلبة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، بحضور وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري، وكرم في الحفل رئيس الجمعية السابق الراحل أحمد محمد صلاح جمجوم، والمعلمون الذين أمضوا أكثر من ربع قرن، ومتوفقو معهد الأرقم ابن أبي الأرقم التابع للجمعية. وكشف الخضيري في تصريحه ل «عكاظ» أن لجنة الحج المركزية تعكف حاليا على دراسة توحيد ختم القرآن في كافة المساجد بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وأوضح الخضيري في تصريحه عقب تكريم الحفظة أن تخريج العدد الكبير من حفظة القرآن مؤشر لرؤية مستقبلية للمملكة يتحقق من خلال طموحات خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن المملكة تركز جهودها على الاهتمام بحفظ وتعليم كتاب الله وتطبيقه عمليا على أرض الواقع من خلال رعايتها للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، مبينا أن المنهج الذي تقوم عليه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مكة منهج سليم، خاصة أنها الجمعية الأم لباقي الجمعيات في المملكة، حيث يقوم على تنفيذ برامجها ومناشطها رجال أوفياء نذروا أنفسهم لخدمة كتاب الله. وأكد الخضيري أن القيادة وأمير المنطقة يريدون جعل مكة مدينة ذات علامة مميزة، مشيرا إلى أن «التعامل مع منطقة الحرم تعامل مع مدينة يصل سكانها إلى أكثر من مليوني شخص، والتعامل معها ومن خلالها في تقديم الخدمات من كافة القطاعات تعامل حساس ومهم، وما يبذل من جهود كبيرة جدا من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين التي قدمت كل التسهيلات لرفع مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، حيث إن مشاريع مكة تحظى بشيك مفتوح ودعم كامل مادي وبشري لكل ما يحقق أهدافها، والعبء الأكبر يقع علينا نحن المسؤولين التنفيذيين والعاملين في الميدان لتحقيق طموحات قياداتنا، ونتائج الخطط المنفذة خلال شهر رمضان المبارك تسير وفق ما خطط له بشكل إيجابي»، مبينا أن ما تشهده العشر الأواخر في شهر رمضان من كل عام من زيادة في إعداد قاصدي بيت الله الحرام بدأت هذا العام من بداية شهر رمضان المبارك، والخدمات يتم تقديمها بشكل مميز لكننا نسعى للأفضل. وأوضح الخضيري أن «هناك خطة واضحة ينفذها رجال الأمن فيما يتعلق بالكثافات داخل صحن المطاف بالمسجد الحرام بالتنسيق مع مجموعات العمل في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام، حيث سيتم منع الصلاة في الطواف إذا شهد صحن الطواف كثافة في أعداد الطائفين وكان هناك حاجة لذلك، كما يمنع دخول غير المحرمين إلى صحن المطاف ويمنع الدخول للطواف، وهناك مؤشرات تعطي من الصحن إلى أروقة الحرم، ومن ثم الأبواب لمنع الدخول حتى يتم تخفيف الضغط على صحن المطاف، والتقارير اليومية التي ترد إلينا من كل القطاعات الحكومية والخدمية والرقابية تؤكد نجاح الخطط»، مشيرا إلى جميع القطاعات العاملة في المنطقة المركزية لديها خريطة توضح كافة معالم منطقة الحرم ومحددة فيها كافة المعلومات وتحمل أرقام كل مسؤول، وهي عبارة عن كتيب متكامل يشرح كامل المسجد الحرام والساحات المحيطة والطرق المؤدية إليه ومواقف السيارات وموضحا فيها مواقع المراكز الصحية ومراكز الخدمات، وتم توزيعها على المرشدين وقطعنا خطوات كبيرة. من جانبه، أوضح رئيس الجمعية الشريف نواف بن عبدالمطلب آل غالب أن العناية بالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم أحد حسنات المملكة، مشيرا أن جمعيته تدخل عامها ال 50، وسوف تصدر سجلا وثائقيا لتدوين تاريخها وإنجازاتها، مؤكدا أنها مستمرة في أداء رسالتها وفق خطط وسياسات متبعة وخطط مستقبلية، مشيرا إلى أنها تضم أكثر من 74 ألف طالبة وطالب، مبينا أن لها حلقات قرآنية في السجون، إدارة الدفاع المدني، شرطة العاصمة المقدسة، وقوة الطوارئ، داعيا أهل الخير لدعمها من أجل تعمير عقاراتها المعطلة.