خارطة برامج الفضائيات غالبا مفلسة طوال العام تجتر الأفلام والمسلسلات ذاتها، في رمضان ولنيل عوائد الإعلانات لا تفكر إدارات الفضائيات في انتقاء ما هو قيمة مضافة ولا تسجل موقفا ضد ثقافة الإسفاف والسطحية برفض الأعمال الهابطة، حتى تتعود شركات الإنتاج على تقدير ذكاء المشاهد. كل عام تتكرر الأفكار التقليدية بداية من برامج السحور والإفطار الدينية وما بينهما للمسلسلات والفوازير والمنوعات والمقالب.. العقول التي تدير تلك الفضائيات قلما تكون خلاقة وقادرة على انتقاء وجبة يومية تحترم ذائقة المتلقي، ورغم توازن البرامج التي عرفناها في طفولتنا مثلا، بين برامج دينية وفوازير ومسلسلات خالدة في الذاكرة، إلا أن فضائيات هذا الزمن لم توفق في اختيار خارطتها، وما لم تتخذ الفضائيات موقفا حازما من هذا الهراء لا أتوقع نسب مشاهدة للعام القادم، ويتضح ذلك من انخفاض نسبة الإعلانات في النصف الثاني للشهر الفضيل، بعد مرور أكثر من أسبوعين على رصد ومتابعة خارطة الفضائيات الرمضانية 2010: أستطيع القول.. لم ينجح أحد.! فلاشات «التوك شو» أو برامج المنوعات بما فيها البرامج الحوارية مازال يطرح فيها كل ما هو سوداوي في حياة الشعوب العربية إلا من رحم ربي، ويتباين مستواه بين هابط وهابط جدا، وفي التحاور يبدو أن المشاهير والشخصيات العامة يخرجون من برنامج وفي جدولهم العامر الذهاب للذي يليه وهكذا بالتالي ستشاهد نفس الوجوه مرة في حوار شخصي وآخر عن الأم وثالث في مقابلة حول آخر الأعمال.. إلخ. المسلسلات وهي ما يتنافس عليها نجوم الشاشة مقدمين أداء أقل من عادي على أنه قنبلة رمضان وتحشد الأموال للدعاية والإعلان لإبهارنا بمبالغة ونكتشف من ثاني الحلقات أنها دراما مترهلة متهلهلة ومطالب منا غفران أفكار غبية وأخطاء بالجملة وهذا ما رددته الشخصية الرئيسية في مسلسل يحاول الإعلام تمريره على أنه من أنجح المسلسلات الرمضانية، في حين تختفي الحبكة التي لن يعجز عن الارتقاء بها من له سنة أولى تجربة إخراج.! برامج الكاميرا الخفية السخيفة متى تنقرض..؟!، نفس الوجوه تتكرر كل عام تشرب المقلب ثم تعود لنا في العام الذي يليه لتتصنع الدهشة حتى باتت مكشوفة مع اختلافات بسيطة، المقلب الذي يقوم به شخص لرفع ضغط النجم المتكرر في كل برامج الكاميرا الخفية يجتمع بدلا منه اثنان أو ثلاثة لرفع ضغطه ثم الاعتراف بأنها الكاميرا الخفية ويليها ضحك وقهقهة وحشو الفضائيات بهذا الهراء في حالة عارمة من تدني احترام المتابع.! [email protected]