من الملفت للنظر أن يستغرق الإخوة القائمون على مسلسلاتنا و(الرمضانيات) الخليجية عموما والسعودية خصوصا ما يقارب العام في التحضير والإعداد والتجهيز ليظهروا لنا بمستوى يليق بما هو متوفر من موارد مالية وتقنية متطورة ومواهب بشرية، لكننا نفاجئ بعد طول انتظار بمستوى تغلب عليه السطحية والاستعجال مستغرقا في التفاهة والتهريج أو موغلا في دراما موجعة ومؤلمة تخيل ما تسببه من اهتزاز الثقة والخوف بين أفراد العائلة نحن لانريد أعمالا جامدة وكئيبة ومملة، ولكنا نريد التنويع بين ما هو مسل ومضحك وممتع وبين ما هو هادف، لتلامس جميعها احتياجات المجتمع بشرائحه المختلفة خاصة الأطفال والشباب ذكورا وإناثا في حدود لا يمكن تجاوزها أبدا إنسانيا وذوقيا وأدبيا قبل أن تكون بقوة القانون، فكل الغرابة بأن يصر القائمون على هذه الأعمال على هذه الركاكة والتقليد والتكرار والسوداوية المؤلمة رغم ما كتب وقيل من نقد ورغم ما أمضوه من سنوات ليست بالقليلة من المفروض أنها أكسبتهم خبرة لتقديم ما يستحق أن تقترن به أسماؤهم في التاريخ الفني، فلينظروا ماذا قدموا لأنفسهم قبل أن يقدموا لمجتمعاتهم، وأن يقفوا مع انفسهم وقفة صادقة وينقدوا أعمالهم إن لم يثقوا بنقد الآخرين لهم وأن يخرجوا من عباءة الشمولية (بتاع كله.. مؤلف ومنتج وممثل ومخرج) ويعطوا كل ذي تخصص تخصصه، وأن يتناولوا الأعمال باحترافية حتى المضحك والمسلي منها (بدون سلق). وفي الجانب الآخر على وزارات الإعلام والجهات ذات العلاقة ألا تترك الأمر بدون رقابة خاصة إذا تجاوز الأمر الحدود والحرية التي سمح بها في المجال الإعلامي، وأن تفتح المجال أمام الأعمال المنوعة وتدعمها ماديا بدون الالتزام بمواضيع معينة. كما أن لهذه المؤسسات دورا مهما وحيويا في حل جزء من مشكلات المجتمع التي تنتقدها مسلسلاتنا خاصة (الرمضانيات) لعل أهمها الاستفادة من الموارد البشرية وتنميتها، وذلك بتوطين الوظائف المرتبطة بالإعلام في مجتمعاتنا الخليجية بأن تفتح المجال أمام المواهب المتعددة في التأليف والتمثيل والإخراج والتصوير، مما يخلق بيئة خصبة للإبداع ويسهم في تطوير العمل الفني، ويخلق أيضا وظائف للشباب، وهذا هدف يجب ألا نترك تحقيقه لوزارات العمل أو الجهات المعنية بتوظيف الشباب فقط، لتكون مسلسلاتنا جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة. عبد المجيد بن سليمان النجار تربوي مهتم في شؤون التنمية البشرية