لماذا يرتقي البعض لأعلى مدارج النجاح ويحققون المكانة المرموقة، بينما يظل من هم أكثر ذكاء وربما أغزر علما لا يبرحون أماكنهم.. والأرجح أنهم ينحدرون خطوات للوراء..؟ تساؤل وجيه يتبادر لأذهان الكثيرين وهو جدير بالتأمل والوقوف عنده مليا كون هذه النماذج موجودة في جل المنظومات إدارية كانت أو فنية أو حتى طبية. وبالفعل تجد طبيبا يشار إليه بالبنان ويقوم بأعقد العمليات.. بينما هناك من يفوقونه ذكاء وعلما (في نفس المستشفى) لم يحققوا أقل القليل مما حققه زميلهم من مكانة وشهرة، ونفس الشيء يمكن أن يقال عن المهندس والفني والإداري.. مغزى القول إنه من الخطأ الاعتقاد أن كل من حقق المكانة والوظيفة العالية والمرموقة بالضرورة يتمتع بذكاء حاد أو لنقل يفوق زملاءه بدرجة ذكائه وتحصيله العملي، فالمؤكد هناك من يفوقونه ذكاء وتحصيلا.. لكن العلامة الفارقة هي التمسك بالقيم كالتواضع والإخلاص والصبر واستقامة التفكير وغيرها فتلك ولا ريب بمثابة آلية كفيلة بالارتقاء بالمرء لأعلى درجات التفوق والتميز.. ليس لكونها صفات إنسانية تلبس صاحبها دماثة الخلق وتحبب فيه رؤساءه إن كان طبيبا أو ذا علاقة بالجمهور فحسب، بل علاوة على ذلك إن تلك القيم تفرض على صاحبها أنماطا سلوكية خلاقة ذات جدوى على الصعيد العملي كالدقة والإخلاص وتوسل كل ما يصب في مصلحة المنظومة، وعدم تعجل النجاح.. وقبل هذا وذاك أو قل من جملة مقتضيات ذلك المنحى اعتماده على قدراته وإمكانياته على عكس الذي يفتقر لتلك القيم معتدا بذكائه فقط، ومن أبرز سلبياته تعجله للنجاح والتفوق على الآخرين، الأمر الذي قد يوقعه بالأخطاء ومن غير المستبعد أن يجره ذلك لسلوكيات تتنافى وأخلاقيات العمل كل ذلك وغيره يجعله لا يستخدم ذكاءه.. وبكلمة أوضح ليس بمقدوره توظيف ذكائه وقدراته بالشكل المبتغى والمرضي، والمؤكد أن ذلك قد يجره لمزيد من الإخفاقات. فما يجب أن نعرفه جميعا ونعمل بمقتضاه أن المرء كلما ابتعد عن قيمه، كلما قل استخدامه لذكائه وإمكانياته وبالأحرى ان أردنا الدقة يخونه ويخذله. ملخص القول ذكاء عادي ممزوج بالقيم أفضل بكثير من ذكاء خارق منزوع القيم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة