مجموعة قوى الفكاهة الفجة قرروا أن يكون لهم في كل عام مذبحة فنية، وفي أحسن أحوالها مهزلة فنية!! مذبحة تأتي على كل جميل في الفن، في الكوميديا، في الأداء التمثيلي، في الأفكار، في الحوار، وفي المعاني.. وتريق الدم ثم يعلو صوتها بالضحكات بلا حياء!! وحتى العيب تأتي عليه وتريق دمه على الأرض، وصرنا نسكت عن أن نقول «عيب» هذا الابتذال!! حتى العيب ما عاد نقول عنه «عيب»!! أعوام وأعوام يربطون المجتمع كالعربة التي يجرها حصان، ويجرونه جرا إلى الإسفاف والسطحية والاستغباء والاستخفاف.. والاستهبال والتراخي وانعدام الحس بالغيرة على سمعة شعب ووطن ليس كل أفراده من الأغبياء ولا هم مجموعة حشاشين أو مسطولين، ولا هم مجموعة حمقى.. كما أنهم لا يقبلون اعتبارهم «إمعات» يمرر عليهم السخف... والسفه فلا يعترضون ولا يعقلون ولا يرفضون!! كذلك لا يقبلون اعتبارهم مجموعة تقودها قوى الفكاهة الفجة تحت شعار أن الفكاهة الفجة الحامضة هي الحل!!! يجب إيقاف هذا الانحطاط والحجر عليه ابتغاء المصلحة العامة؛ لأننا وطن بين الأوطان ولا نعيش وحدنا، ولا ينبغي أن نكون ضحايا ونلعب دور الضحية برضا واستسلام، في حين أن مقومات مجتمعنا وإمكاناتنا المادية والبشرية تضعنا حيث نشاء لو شئنا الرقي والارتقاء!! إن رمضان العظيم، أيها الناس، يصح دون إفطار يعقبه نكد يومي مزور باسم الفكاهة!! وهبل مستمر يدعي أنه فن! واستظراف متكلف يعتقد أنه ظريف!! رمضان يتم ويصح دون اعتبار هذه المسلسلات اليومية الطافحة بالمهازل ركنا من أركانه!! فقد سرى اعتقاد جازم أن كل رمضان في كل عام لا بد من هذه الفوضى الفنية، كي نثبت للعالم حضورنا في الساحة المليئة في هذا الشهر.. بالمسلسلات المتنوعة التي لو تمت مقارنتها بما عندنا لاكتشفنا بفضل قوى الفكاهة الفجة أن أسوأ ما عندهم أفضل بكثير من أحسن ما عندنا!!، لذا علينا أن نعيد حساباتنا وأن نكشف أوراقنا احتراما لواقعنا الذي تصوره مسلسلاتنا الهزلية بأداء تمثيلي فج وسخيف وخالٍ من أدنى درجات القبول! حان الوقت ليكون لنا موقف صريح أمام فوضى انحطاط فني لا يستحق أن يحمل الصفة السعودية إذا استمر في تصوير مشاهده بهذه الأدوار السطحية وبهذا الفكر الفارغ الذي يدل على العشوائية في اختيار الأفكار، فهم يلتقطون كل ما يجدونه في طريقهم، ويعالجونه بأسلوب هزلي ممتنع عن الفهم وعن الجدوى والقيمة يدل على عجز عن التطور والتطوير في الرسالة الفنية، التي لا ينبغي أن تقوم على استغفال الناس واستغبائهم وتمرير الدجل الفني عليهم! هذا الذي يجري الآن شعوذة فنية!! المراد منها السيطرة على عقول الناس بالتفاهة وبقوة الحضور اليومي الذي لا يجد من يقول له (كفى) أو «أف»! وأقولها بصوت عالٍ: كفى استغلالا!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة