قرأت ما نشرته الصحف من تصريح لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، من تأكيد فضيلته على اقتصار مكبرات الصوت في صلاة التراويح على الجوامع. أما المساجد العادية فعليها أن تغلق مكبراتها الخارجية، لأن الغرض هو إسماع الصوت لمن بداخل المسجد فقط، وعلل ذلك تسببها في إزعاج الناس خصوصا المرضى وصغار السن والمجاورين للمساجد. أقول إننا قد سمعنا وقرأنا هذا من قبل ومع ذلك يطبق، فهل الأمر خارج عن السيطرة؟. أي أن الوزارة لم تستطع تطبيق تعليماتها.. أم أن هناك أوامر أخرى تناقض ما ينشر؟ الله أعلم، هناك أمر آخر وأعتقد أنه أهم وهو التبذير والإسراف والمبالغة في هدر الإنارة ومكيفات الهواء من مراوح وبرادات وكشافات وغيرها.. يقع بجوار منزلي من الجهات الأربع أربعة مساجد ولله الحمد وكل واحد لايبعد أكثر من 120 مترا فقط بمعنى أنني أحيانا أسمع الإقامة وأنا في المنزل وأخرج ماشيا وأدرك الركعة الأولى ولله الحمد والمنة. بعد صلاة العصر، والإمام يعظ المصلين رفعت رأسي لأعد عدد المصابيح التي تقع في المربع أو المستطيل الذي أصلي فيه قدرت مساحته بخمسة أمتار في حوالي عشرة إن لم تنقص وحسبت عدد (اللمبات) المصابيح فوجدتها متراصة اثنتين اثنتين على طول وعرض المساحة فإذا مجموعها 48 مصباحا ومثلها مخفي خلف الجبس الجمالي الذي يوضع عادة بحواف السقف وحوالي 30 مصباحا عاديا في وسط السقف ومروحتين سقفيتين وثلاثة مكيفات هواء، مسجد عادي ولا تقام فيه الجمعة يتكون من تسعة مربعات. فإذا حسبنا عدد المصابيح في المربع الواحد وجدناها 96 مصباحا مستطيلا (فلورسنت) وحوالي 30 مصباحا عاديا بقوة لاتقل عن 100 فولت أي ما مجموعة 126 فإذا ضربناها في 9 أقسام المسجد وجدنا أن داخله ما لا يقل عن 1134 مصباحا عدا المصابيح الكبيرة في جوانب المسجد من الداخل والخارج (كشافات) وهي منارة طوال الليل والنهار.. أشاهد هذه الإنارة وبجواري جاري الذي كنت أقول له أيهما أقوى الشمس أم هذه المصابيح المتراصة.. كانت الشمس مشرقة ويتسلل نورها من النوافذ الزجاجية، ومع ذلك فالإنارة مشعلة وقت صلاتي الظهر والعصر - أي والله - فإذا كان في المربع الذي أسكن فيه أربعة مساجد وكل منها ينافس الآخر بكثرة مصابيحه فكم يا ترى في المدينة من مسجد؟ وكم يا ترى من ثروة تضيع؟. هذا في الوقت الذي تنقطع فيه الكهرباء عن بعض أحياء العاصمة بسبب الضغط وتحميل المولدات فوق طاقتها وشركة الكهرباء تحث المواطنين على الترشيد وتقليل استعمال الآلات الكهربائية وقت الذروة، لماذا لاتقطع الكهرباء وبالذات الإنارة عن المساجد والشوارع في النهار على الأقل وسنرى كيف يتغير الوضع.. كنا ندخل المساجد وهي في شدة البرودة فلا تحتمل، مما يعرض كبار السن لأمراض هم في غنى عنها.. والله أمرنا بعدم الإسراف والتبذير والمحافظة على المال العام فهو ملك للجميع والله من وراء القصد. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة