هل تذكرون الزيارة المفاجئة لأمير منطقة الجوف فهد بن بدر بن عبدالعزيز حينما زار مكتب العمل وترك رسالة بخط يده على مكتب المدير المتغيب تقول: «حضرنا ولم نجدكم» معبرا عن موقف الاستياء من التسيب الموجود في مكتب العمل هناك. وها هو الأمير نفسه يعود لبث رسالة تحذيرية لكل من مدير شركة الكهرباء ومدير عام المياه في المنطقة وعدد من المسؤولين بوقف خدمات الكهرباء والمياه عن منازلهم ليشعروا بمعاناة سكان المنطقة من الانقطاعات المتكررة للخدمات. يمثل الموقفان تغيرا في سياسة المسؤول الأول عن كل منطقة، فلم يعودوا ينتظرون التقارير التي تبصم أن (الحال عال العال)، غدا كل أمير منطقة يسعى للوقوف على ما يقدم للمواطنين لصيقا بالواقع، وهي سياسة إدارية رقابية أكثر جدوى من المكاتبات والبصم على أن كل جهة خدمية تقدم أفضل الخدمات للمواطنين. إن نزول أمراء المناطق لتلمس الواقع مباشرة هو استشعار بتدني الخدمة المقدمة أو تجويدها إن كان يعتريها بعض النقص. ولأننا ألفنا أن أي نقص في الخدمات لايمس المسؤولين، فإن رسالة أمير الجوف بقطع المياه والكهرباء عنهم سيجعلهم يستشعرون بفداحة ما يقع على المواطن العادي، وسيستشعر (هذا المسؤول) أيضا بتلك اللحظات التي يمر بها المواطن حين يجد نفسه يلوب حول ذاته لكي يجد خدمته مقضية. وإن كان من الصعوبة بمكان أن يداوم أمير كل منطقة يوميا في مرفق خدمي إلا أن مثل هذه الرسائل المبثوثة تبقي الحيطة والحذر من تدني الخدمات حاضرا كما يمكن لكل أمير إداري انتداب من يثق بهم ليكونوا له عينا في كل جهة خدمية لتسجيل القصور الحادث ومن خلال ذلك تتم المجازاة أو العقوبة. نحن بحاجة ماسة لأن يستشعر المسؤول بحالات النقص التي نواجهها وحين يدخل التجربة سيعرف معنى انقطاع الماء أو الكهرباء أو الركض خلف معاملة حتى تنقطع أنفاسه. عندها فقط سينعدل الميزان المقلوب لكن السؤال: إلى أي مدى يمكن مواصلة هذا الجهد المضني؟ وهل بالإمكان تعميم تجربة الزيارات والمراقبة اللصيقة في كل مكان .. هذا ما ننتظره. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة