في إحصائية تقريبية لعدد البرامج التي تعرض خصيصا لشهر رمضان هذا العام في مختلف القنوات التلفزيونية يبلغ عدد المسلسلات منها أكثر من مائة مسلسل، وبرامج المسابقات تقارب الخمسين برنامجا، بخلاف برامج الطبخ وبرامج الترفيه الأخرى، وفترة العرض على مدار 24 ساعة كلها بتوقيت المملكة العربية السعودية ! والمكاسب بالمليارات ! وليست المشكلة في كثرة تلك البرامج وتزاحمها، فكل يريد الظفر بالسوق! والكل يبحث عن رواج بضاعته، ولا يهم أصحاب القنوات إن اتفقنا معهم أو اختلفنا في مناسبة الموسم وقدسيته وعدم وجود أي رابط بين التهريج وبين الموسم الإيماني، كل ذلك ليس في حساباتهم، ولا يعنيهم إلا الربح المادي الذي ينتظرونه في هذا الموسم الفريد! لكن المشكلة في أن كل تلك المسلسلات تتفق على هدف واحد معلن، وهو: تسلية الصائم، وقطع الوقت عليه حتى يستطيع إكمال صومه!! ذلك أن الصائم إذا لم يجد ما يسليه فسيشعر بالجوع والعطش والملل وسيقطع صيامه، ولن نجد صائما بيننا، إلا من رحم ربك، وبفضل تلك البرامج المسلية لا يزال الركن الرابع من أركان الإسلام قائما ومشهودا ومحترما! إن حالة عامة من الانفلات تعاني منها القنوات العربية، المملوكة لسعوديين!! أسلمت فيها زمام تحديد السياسة الإعلامية لكوادر أقل ما يقال عنهم بأنهم لا يعون حرمة المواسم الدينية للمسلمين، ولا مقياس لديهم للنجاح سوى صافي الدخل النهائي بعد إجراء المحاسبة السنوية، على الرغم من أن رأس المال فيها سعودي، والجهة المستهدفة فيها هي المملكة وما جاورها بدليل التوقيت، والمعلنون فيها جميعهم من تجار المملكة، وهذه المؤثرات لو اجتمعت في قناة في أي دولة لحولت توجهها، ومبادئها، بل وحتى طريقة لبس مذيعها إذا لم ترق للفئة المؤثرة !! لكنها عندنا ولا شي!، فلا القنوات راعت الموسم ومعناه بالنسبة لنا، ولا أصحابها تحرك فيهم أدنى حس لملاحظة أن الكسب المادي لا يمكن أن يقارن بالخسارة الأخلاقية التي تسوقها القنوات في الشهر الفضيل. لا أدل على ذلك من استقدام شخص كان علما في البذاءة وسوء الخلق والانفلات الديني والوطني، ليكون بين عشية وضحاها محاكما للمجتمع بعد أن كان شيخا فاسقا في غرف البالتوك!!، فما هي الفوائد المرتجاة التي نتوقعها من شخص بهذه الكيفية ليقدم لنا أنموذجا صالحا في المجتمع يقتدى به!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 274 مسافة ثم الرسالة.