عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.. اسم ارتبط بالحكمة، والحنكة، والمسؤولية، في التعامل مع مختلف المواقف، السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والإنسانية. عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.. استطاع بما تملك قلبه من حب لشعبه أن يمتلك قلوبهم عن رضا واقتناع، واستطاع بما أضاء جوانحه من محبة الخير للعالم كل العالم أن يخطف أبصارهم إعجابا بروحه وفكره المستنير. وها هو الملك الغيور على دينه يعلن الوقوف بحزم وقوة، أمام كل راغب في الشهرة وكسب الجماهيرية على حساب دين الله القويم، ويؤكد المكانة السامقة للعلماء الراسخين في هذا البلد المبارك، ويشدد على إثبات حقهم في مرجعية الفتوى، ويقطع الطريق على من تتبع الأقوال الشاذة والمرجوحة ليزعزع الصف ويفرق الكلمة. هذا التوجيه الذي جاء واضحا في منطلقاته، وملما بأطراف الموضوع ومجمل تفريعاته، وضع الأمور في نصابها، وأوقف التطفل على مائدة الشرع والتجاوز على أهل الذكر، والتجرؤ على الكتاب والسنة، ثم عجب لا ينقضي من اولئك الذين يتسابقون إلى المنابر الإعلامية والقنوات الفضائية على وجه الخصوص، ويتبنون منهج المخالفة والنقد لهذا التوجيه الحكيم دون تمعن أو قراءة لمضامينه الشاملة، ربما رغبة في الحصول على فرص الظهور في هذه القنوات ليس إلا، فأحدهم يبرر نظرته التشاؤمية فيقول: إن حصر الفتوى في هيئة معينة غير ممكن، لأن الناس يحتاجون إلى سماع رأي العلماء في النوازل ويحتاجون للفتوى في أمور تخصهم! وكأن علماءنا يعيشون في كوكب آخر أو غير قادرين على إصدار البيانات التي توضح للناس مواقفهم من هذه الأحداث والنوازل! وتناسى صاحب المداخلة ما جاء في الأمر الملكي الكريم من تفصيلات تبين أن «هيئة كبار العلماء» هي المرجعية الوحيدة للإفتاء، وأن من مسؤوليتها الرفع للملك عمن ترى فيهم الكفاية والأهلية التامة للاضطلاع بمهام الفتوى ليؤذن لهم بذلك، وأنه استثنى هنا الفتاوى الخاصة الفردية غير المعلنة في أمور العبادات، والمعاملات، والأحوال الشخصية، ولا شك أن هذا التفصيل والشمولية هو دعامة للتوجيه الكريم وبشارة نجاحه. أخيرا.. تبقى مسؤولية (إدارة البحوث العلمية والإفتاء وهيئة كبار العلماء) مضاعفة للقيام بما أمر به خادم الحرمين الشريفين حفظه الله- وذلك بتفعيل آلياتها الإعلامية، وتوسيع دائرة انتشار مكاتبها في جميع المناطق والمحافظات، والعمل على دعمها بالكفاءات المؤهلة لتتمكن من القيام بمهامها المنوطة. أحمد بن صالح الخنيني إدارة التربية والتعليم في الزلفي