أكدت المملكة أنها لن تدخر جهدا في دعم شقيقتها جمهورية باكستان لمواجهة الأضرار التي لحقت ببعض مناطقها جراء فيضانات السيول. وقال الوزير المفوض في وفد المملكة في الأممالمتحدة عمر العييدي في كلمة المملكة أمام جلسة خاصة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للنظر في الوضع الإنساني الناجم عن الفيضانات في الباكستان «إن خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجه فور تلقيه الخبر بإرسال الإغاثات العاجلة للشعب الباكستاني الشقيق، وبتشكيل أسطول جوي بين المملكة وباكستان بلغ حتى الآن 22 طائرة إغاثة تحمل مواد غذائية وبطانيات ومولدات كهربائية، خيما، مياها صالحة للشرب، ومواد طبية وفرقا من الأطباء والممرضين؛ لتخفيف المعاناة عن شعب الباكستاني الشقيق. وأضاف أن الملك وجه كذلك بإطلاق حملة شعبية لمؤازرة الشعب الباكستاني الشقيق وبادر الشعب السعودي كافة بتقديم مساعدات تجاوزت في مجملها حتى الآن 106 ملايين دولار أمريكي، إضافة إلى المساعدات العينية الممثلة بحمولة الطائرات تبلغ قيمتها أكثر من 70 مليون دولار أمريكي. ورأى أن ما تمر به باكستان الآن لم يسبق لها مثيل، حيث تضرر وشرد أكثر من 20 مليون شخص مما يشكل أكبر كارثة إنسانية تمر بها باكستان في العصر الحديث، ودمرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وانهارت الطرق والجسور والمساكن والمدارس، الأمر الذي سوف يستغرق فترة طويلة من الزمن لإعادة إعمارها وإصلاحها. مؤكدا أن المملكة لن تتوانى في دعم شقيقتها باكستان للخروج من هذه المحنة الصعبة. من جهة أخرى، استمرت عمليات إنقاذ المنكوبين في فيضانات الباكستان وبدأت المساعدات الإنسانية في الوصول إلى البلاد. ودفعت الأسرة الدولية حتى الآن مساعدات عاجلة تبلغ قيمتها نحو 500 مليون دولار لباكستان المدمرة بالفيضانات، لكن هذا الجهد الدولي يبقى متواضعا بالمقارنة مع احتياجات ملايين المنكوبين والنفقات المقدرة لإعادة الإعمار. وأحدثت الفيضانات الناجمة عن أمطار موسمية لا سابق لها تهطل على البلاد منذ شهر، أضرارا في خمس مساحة البلاد وأثرت على 20 مليون شخص. وقالت الحكومة إن نحو 3000 شخص لقوا مصرعهم فيها، لكن الأممالمتحدة حذرت من أن هذه الحصيلة يمكن أن تكون «أكبر بكثير»، مع الكشف عن حجم الأضرار تدريجيا.